في بعض الأحيان حين تتأزم المواقف، يواجه البعض صعوبة في الخروج من المعضلة التي تجعله عاجزا عن تقديم أي حل، للخوف من تصعيد الموقف، ما ينعكس سلبا على الوضعين العام والشخصي.
وهذا النوع من المواقف يترك الفرد مستاء ومحبطا، ويجد نفسه مترددا في كيفية الإقدام على أي خطوة، ويكون بحالة مزرية عموما، ولكن ما من موقف صعب لا يمكن تجاوزه بحكمة وهدوء وروية، وذلك من خلال الخطوات الآتية، بحسب موقع Real Simple، والتي من شأنها التخفيف من وطأة الضغط للتفكير براحة وتوجيه الغضب والتخلص منه:
- حدد ما الذي تريده، فأنت تجادل زميلك وشقيقك حول الاهتمام بالصغار مثلا، وتشعر بأنك تتحمل مسؤوليات كثيرة أكثر مما تستطيع، وفي خضم هذه اللحظة تصبح غاضبا ومرتبكا، وهو ليس الوقت المناسب للتفاوض.
وبدلا من ذلك، توقف للحظة واعترف ببعض الأشياء التي لا بد لك من أن تقوم بها واقترح بديلا للمناقشة، بحسب خبير الاتصال د.ريك برينكمان في ناتوروباتشيك في بورتلاند أوريغون، وهو مؤلف مشارك في كتاب Dealing With People You Can't Stand: How to Bring Out the Best in People at Their Worst.
والأكثر أهمية هو التفكير حول نتائج وضعك وتوزيع العدالة بشكل أفضل عبر تدوين المشاعر والتحدث عنها لأصدقائك، ما يسهل إعطاءك فكرة واضحة حول أفكارك وبلورتها، كما تبين د.الينور روبن الوسيطة في المحكمة العليا في فلوريدا ومستشارة الصحة العقلية.
فترك العواطف والانفعالات تنال منك يتركك في حالة صعبة ومشوشا، بحسب د.ريتشارد جي شل أستاذ الدراسات القانونية وأخلاقيات العمل والإدراة في كلية وارتون للأعمال في بنسلفانيا ومؤلف مشارك في كتاب The Art of Woo: Using Strategic Persuasion to Sell Your Ideas.
ويضيف شل أن مقاومة هذه العواطف تسهل إن أخذت نفسا عميقا في بداية الموقف متذكرا هدفك الأساسي، وهو تحصيل ما تريد وليس الخلاف مع الآخرين وهكذا.
- جمع المعلومات: فمبجرد العمل على الأفكار، فإنك تكون قد أمسكت بمقبض لمفتاح آخر يحل موقفك ولا تفترض أنك عرفت سبب المشكلة، وما هو شعور الشخص الآخر، بحسب د.روبن، وعليك أن تعمل على تحصين نفسك بمعلومات مختلفة عن موضوع الخلاف، حتى تتمكن من قيادة النقاش عند بدئه.
فافترض أنك لم تحصل على الترقية التي تستحقها، فلا تواجه مديرك وأنت غاضب، بل اسأل نفسك لماذا لم تكن أنت في هذا المنصب أو تلك الترقية، واجمع المعومات الكافية التي تنقصك قبل مناقشة مديرك، بمعنى آخر افهم سبب الموقف واعرف ما لك وما عليك، فلا تظن أن ما تقدمه يجعلك الأكثر استحقاقا لهذا المنصب.
وأدرك أنه قبل اللجوء للطرف الآخر، لا بد من فهم موقفه ودوافعه، والأفضلية لمن يخوض نقاشا أكبر وأكثر إقناعا، وبهذه الطريقة يمكن أن يأمل كلاهما بالتوصل لاتفاق.
- حدد خطتك للتفاوض بطريقتك الخاصة: ابدأ بتحضير ما تريد مناقشته وتقدمه خلال النقاش، وأعد جوا مريحا سواء كان بين شريك في الحياة أو قريب وصديق وحتى في العمل، فهذه خطوات عملية للحياة، بحسب د.ايلين بوريس، الاختصاصية في علم النفس السريري ومجال الدبلوماسية ومؤلفة كتابFinding Forgiveness: A 7-Step Program in Letting Go of Anger and Bitterness، مؤكدة أن اختيار مكان يجمع الطرفين، يعد خطوة إيجابية تنذر بحل جيد.
فعدم تحديد موعد للعلاج مع المشكلة يعني تأكيدا للطرف الآخر أنه يملك فرصة أكثر منك للفوز والنيل منك بعدالة، لذا لا تعطِ أبدا أيا كان هذه الفرصة عبر التحضير والتفكير بحقك والدفاع عنه، فهو جزء من تقديرك لذاتك واحترام جهودك.
- إرسال الرسالة الصحيحة: فخوض أي نقاش بعدة أفكار عن كيفية حل النزاع يسهل العملية، مع الحرص على توضيحها بشكل جيد، مثل قول أنا موافق، خصوصا عند الاتفاق على نقطة معينة، لمنح كليكما شعورا بالإيجابية والأمان، فمن الصعب مقاتلة شخص يقول "أريد أن أجد حلا يرضي كلينا"، بحسب د.روبن.
وهذه الرسالة يجب أن تكون جسدية، كما هي لفظية، أي انتبه للغة جسدك وتعابيرك واجعلها متناغمة حتى لا تعكس أمرا مختلفا، وتجنب الحركات التي تبرز إحباطك ويأسك وغضبك حتى، فالطرف الآخر ليس غبيا وسيرى ويقرأ كل تعبير تقوم به لأنه مستعد مثلك.
ولتكن لهجتك معتدلة وليست حادة، لأنها تعبر عن الاحترام المتبادل، فحدة اللهجة تدل على التوتر وعدم الرضا، وتزيد من حدة الأجواء بين الطرفين فانتبه جيدا.
- التفاوض: وهو معركتك الخاصة وانتصار لك، فركز جيدا على ما تريد قوله، عندما يحين دورك للإدلاء بدلوك، فعبارات الايجابية تمهد الطريق، ولكن إن باشرت بمجادلة الطرف الآخر، فقد فشلت كل التحضيرات، وذهبت جهودكما سدى، وتنفس بعمق وكن مرتاحا مهما كان توترك عاليا من الداخل، وحاول إخفاءه بالتنفس العميق وتذكر من سيضحك أخيرا.
والغضب لا يحل شيئا، فهو يزيد الأمر سوداوية وصعوبة وأكثر تعقيدا، والأمر يعود لك لتحوله لسلاح فعال، يجعلك تربح أي نزاع فقط إن فكرت جيدا، وكتمت غيظك قليلا، وحكمت عقلك لحل الخلاف، وهي أول بادرة بأنك أنت المنتصر، ولتسهيل الوضع قم بالخروج قليلا كلما شعرت أنك على شفير فقدان أعصابك خلال الحديث مع الشخص الآخر وابتسم فهو أكثر ما يغيظ خصمك.
إسراء الردايدة
تعليقات
إرسال تعليق