تحتاج بعض الأسئلة التي يتعرض لها المرء إلى طرح عدد من الأسئلة الفرعية الإضافية للوصول لإجابة السؤال الأساسي. فلو أراد المرء إجابة سؤال هل هو بمأمن من أفكاره، فإن الطريقة الأنسب للوصول للإجابة تكون عبر طرح أسئلة إضافية مثل: ما هي طبيعة أفكارك؟ هل هي إيجابية وترفعك للأعلى؟ أم أنها متشككة بكل بارقة أمل تمر بها؟
ويقول موقع "dumblittleman"، إن الأفكار في عقل المرء ما هي إلا انعكاسات لمعتقداته الشخصية، حتى الأفكار العابرة التي تمر بعقل المرء تعد كالحصى المكون لمادة بناء شخصيته.
ولتوضيح أثر معتقدات المرء تجاه نفسه وتأثيرها على تفكيره، لنفترض بأن أحد الأشخاص أراد أن يشتري قميصا معينا، وعندما ذهب لمحل بيع الألبسة وجد عدة قمصان تناسب ذوقه، لكن عندما حاول قياسها وجد أنها ضيقة وغير مناسبة، ولأنه جرب أكثر من قميص بدون جدوى، سارع بترك المحل عائدا لمنزله.
أمر مشابه يحدث عندما يفتح المرء حسابه على الـ"فيسبوك"، ليجد أحد أصدقائه قد قام بتحميل صورة للسيارة الجديدة التي قام بشرائها أمس. في هذه الحالة ينظر البعض للحظات للصورة وربما للتعليقات عليها ومن ثم يقومون بإغلاق الـ"فيسبوك" تجنبا لمشاهدة المزيد من هذه الأخبار.
ولو مررت بمثل تلك الأحداث، فاعلم أن السبب يعود لاعتقادك بأنك لا تملك ما يملكه الآخرون، وأن المشكلة تكمن بك وحدك. فلمجرد عدم ملاءمة القمصان لقياسك، فإن أولى الأفكار التي وردت لذهنك أن وزنك قد زاد ويحتاج منك لمزيد من الانتباه. لاحظ أنه لم يخطر ببالك أن يكون الخطأ بمحدودية القياسات التي عرضها محل الألبسة.
الأمر نفسه حدث مع صورة سيارة صديقك، فكيف ستتمكن من تهنئته من قلبك في الوقت الذي قام عقلك بإجراء مقارنة سلبية وفورية بين ما حصل عليه صديقك وبين الأشياء التي تفتقدها ولم تتمكن من الحصول عليها حتى الآن.
من خلال ما سبق يمكن أن نستنتج أن السبب الذي يمنع المرء من شراء ملابس جديدة أو سيارة جديدة هو الاعتقاد الراسخ في ذهنه بأنه لا يستطيع ذلك، إما لكونه سمينا يصعب أن يجد القياس الذي يناسبه أو لأنه لا يملك المال الكافي لاقتناء سيارة أحلامه.
وليتمكن المرء من تجاوز معتقداته السلبية، يمكنه تباع النصائح الآتية:
- العقل كالصندوق، فاحرص على ما ستضع داخله: يعتمد العقل في تفكيره على المعلومات التي تقوم أنت بتخزينها داخله ويتعامل معها بالطريقة التي تجعلها حقائق. لذا، فعندما تعتقد بأنك لا تمتلك المال، فإن العقل سيتخذ الخطوات التي تجعل من هذا الأمر حقيقة واقعة بحيث يجعلك على سبيل المثال تبتعد عن فرص تحسين دخلك اقتناعا منك بأن أي محاولة ستقوم بها ستكون نتيجتها الحتمية الفشل وبالتالي تبتعد حتى عن مجرد التجربة.
- الثقة بالنفس: من خلال ما سبق، يمكننا استنتاج ضرورة استحضار الثقة بالنفس وبإمكانية تحقيق ما نريد كلما هممنا بالقيام بأمر ما. فلو نظرت لأحد الأطفال ستجده يحاول مشي خطواته الأولى بإصرار يدل على ثقته بأنه يستطيع المشي فعلا، وحتى لو سقط فإنه يكرر المحاولة. لذا كن أنت الحافز لنفسك، وكرر بداخلك دائما أنك تستطيع القيام بما تريد، فعندما تعتاد على هذا النمط من التفكير ستجد بأنك لم تعد متشككا بقدراتك سواء بسبب معتقداك الداخلية أو بسبب السلبيات التي قد تسمعها من الأشخاص من حولك.
- لا تقتنع سوى بالحقائق: الأفكار السلبية التي تدور في عقل المرء تكون إما خاطئة أو حقائق سلبية مستقبلية! فعلى سبيل المثال؛ لو ألحت على عقلك فكرة أنك ستفشل بأمر ما، فهذا ليس بالضرورة أن يكون أمرا حقيقيا، ولكن لو سمحت له بالتكرار في ذهنك فستهيئ لنفسك ظروف الفشل بالفعل. لذا عندما تمر بعقلك فكرة سلبية ما، قم بتقييمها لو وجدت بأنها غير واقعية أهملها فورا، ولو وجدت بأنها صحيحة، حاول أن تثبت بأنك كنت مخطئا باعتقادك هذا.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق