القائمة الرئيسية

الصفحات



قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر: 23]. 
المهيمن (سبحانه) الرقيب الحافظ لكل شيء الخاضع لسلطانه كل شيء، والمهيمن: القائم على خلقه، الشهيد عليهم                الزجاجي، ((اشتقاق الأسماء)) (ص 227).    

والحق (سبحانه) مهيمن على مخلوقاته أي مطلع وشاهد على كل شيء لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر فهو مطلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور، أحاط بكل شيء علماً.
قال تعالى: أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ [الرعد: 33].
وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء [آل عمران: 5].
فهو سبحانه مهيمن على مخلوقاته، فلا يختل شيء منها ولا يخرج عما رسمه لها، يحفظها ويرعاها بقدرته.


مليك على عرش السماء مهيمن

لعزته تعنو الوجوه وتسجد

وقال آخر:


في قبضة الحق هذا الكون أجمعه

جل المهيمن إن أعطى وإن منعا


قد سبحت باسمه الأشياء عارفة

بأن ذكر اسمه أمن لمن فزعا


وملكه واسع تطويه قدرته

من يشاء ينفذ من أقطاره رجعا


جل المهيمن رباً لا شريك له

وجل إن لم يهب شيئاً وإن وهبا


ما شاء كان وما في الكون خافية



تخفى على علمه بدءاً ومنقلباً


إنا إليه أنبنا خاشعين له

وجاعلين له من ذكره سبباً "


فلا شيء في ملكه أو عن إرادته

بمستطيع خروجاً أينما ذهبا

فالمهيمن اسم لمن كان موصوفاً بمجموع صفات ثلاث: أحدها العلم بأحوال الشيء، والثاني: القدرة التامة على تحصيل مصالح ذلك الشيء، والثالث: المواظبة على تحصيل تلك المصالح، فالجامع لهذه الصفات اسمه المهيمن، ولا تجتمع تلك الصفات إلا لله سبحانه وتعالى.
قال الشاعر:


يا من يرى مد البعوض جناحه

في ظلمة الليل البهيم الأليل


ويرى مناط عروقها في لحمها

والمخ في تلك العظام النحل


آجالها محتومة أرزاقها

مقسومة بقضا وإن لم يسأل

ولم يذكر هذا الاسم الجليل في القرآن الكريم إلا مرة واحدة، قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر: 23].
وقد ورد مرة ثانية صفة للقرآن الكريم في قوله تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ [المائدة: 48].
وقد فسر المهيمن هنا بالشاهد أي شاهداً عليه، كذلك روي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- وروي عنه من وجه آخر أنه قال: المهيمن الأمين فكأنه قال: مصدقاً لما بين يديه من الكتاب وأميناً عليه، والتفسيران متقاربان          الزجاجي، ((اشتقاق الأسماء)) (ص 228).      
Reactions

تعليقات