قال تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الحج: 54].
وقوله تعالى: وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا [الفرقان: 31].
قال ابن جرير: وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الحج: 54] وإن الله لمرشد الذين آمنوا بالله ورسوله على الحق القاصد، والحق الواضح
((جامع البيان)) (17/134). .
وقال في قوله تعالى: وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا [الفرقان: 31]: يقول تعالى ذكره لنبيه: وكفاك يا محمد بربك هادياً يهديك إلى الحق، ويبصرك الرشد
((جامع البيان)) (19/8). .
وقال الزجاج: (الهادي) هو الذي هدى خلقه إلى معرفته وربوبيته، وهو الذي هدى عباده إلى صراطه المستقيم، كما قال تعالى: وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [يونس: 25] ((تفسير الأسماء)) (ص: 64). .
وقال الزجاجي تلميذه: الله عز وجل (الهادي) يهدي عباده إليه، ويدلهم عليه، وعلى سبيل الخير والأعمال المقربة منه عز وجل
((اشتقاق الأسماء)) (ص: 187). .
وقال الخطابي: (الهادي) هو الذي مَنَّ بهداه على من أراد من عباده فخصه بهدايته، وأكرمه بنور بتوحيده كقوله تعالى: وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [يونس: 25].
وهو الذي هدى سائر الخلق من الحيوان إلى مصالحها، وألهمها كيف تطلب الرزق، وكيف تتقي المضار والمهالك كقوله تعالى: الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى [طه: 50] ((شأن الدعاء)) (ص: 95-96). .
وقال الحليمي: (الهادي) وهو الدال على سبيل النجاة والمبين لها لئلا يزيغ العبد ويضل فيقع فيما يرديه ويهلكه
((المنهاج)) (1/207) وذكره ضمن الأسماء التي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه، ونقله البيهقي في ((الأسماء)) (ص: 82)، ووقع عنده: سبيل النجاة، أما المنهاج: سبل، والأول أصوب لإفراده طريق النجاة فإنها واحدة وسبل الضلالة متعددة. .
وقال البيهقي: هو الذي بهدايته اهتدى أهل ولايته، وبهدايته اهتدى الحيوان لما يصلحه، واتقى ما يضره ((الاعتقاد)) (ص: 66). .
وقال السعدي: (الهادي) أي الذي يهدي ويرشد عباده إلى جميع المنافع وإلى دفع المضار، ويعلمهم مالا يعلمون، ويهديهم لهداية التوفيق والتسديد، ويلهمهم التقوى، ويجعل قلوبهم منيبة، إليه منقادة لأمره
((تيسير الكريم الرحمن)) (5/305).
تعليقات
إرسال تعليق