لا تقتصر مشكلة حب الشباب وظهور رؤوس سوداء وبثور على الوجه على المراهقين فحسب، إنما يُعاني منها أيضاً الكثير من البالغين، لا سيما النساء. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب كالعوامل الهرمونية مثلاً أو الوقوع تحت ضغط عصبي أو اتباع نظام غذائي غير متوازن.
وأوضح طبيب الأمراض الجلدية الألماني توماس ديرشكا، عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الجلدية، أن الكثير من النساء يعانين من بشرة غير نقية بعد سن الثلاثين؛ حيث تبدأ البشرة في الذبول وتنتشر بها البثور.
وتلتقط هنا خبيرة التجميل الألمانية إيلينا هيلفينباين، عضو الرابطة الألمانية لشركات إنتاج وتوزيع مستحضرات التجميل، طرف الحديث مؤكدةً على ذلك بقولها: "يُعاني نحو 25 % من النساء بين 25 و45 عاماً من حب الشباب الذي يظهر في مرحلة متأخرة من العمر".
هرمونات ذكورية
وأوضح الطبيب الألماني ديرشكا أن حب الشباب المتأخر ربما يرتبط بتناول حبوب منع الحمل، لافتاً إلى أن إيقاف هذه الحبوب يؤدي عادةً إلى زيادة الهرمونات الذكورية لدى المرأة، التي تستجيب لها بصيلات الشعر الموجودة في الجلد على نحو سلبي وتتسبب في فرط نشاط الغدد الدهنية، ما يؤدي بالطبع إلى تكوّن بثور على البشرة.
واستدرك اختصاصي الأمراض الجلدية الألماني أن هناك بعض النساء، اللائي لم يتوقفن عن تعاطي حبوب منع حمل أو لم يتعاطوها من الأساس ويُعانين في الوقت ذاته من بشرة غير نقية ومن مشكلة حب الشباب المتأخر هذه.
وأشار ديرشكا إلى أنه ربما تُعزى هذه المشكلة إلى الحالة النفسية أيضاً؛ حيث يمكن أن يتسبب الوقوع تحت ضغط عصبي في زيادة الهرمونات الذكورية وهرمونات الضغط العصبي، التي تعمل هي الأخرى على تنشيط الغدد الدهنية وتُزيد من معدل إفرازها.
وتلتقط ريناته دونات، عضو الرابطة الألمانية لاختصاصيّ التجميل، طرف الحديث موضحةً أن البشرة لا تمثل مرآة للحالة النفسية فحسب، إنما للعمليات الحيوية بالجسم بأكمله.
وتضرب دونات مثالاً على ذلك: "إذا اختلت وظيفة فلورا الأمعاء مثلاً من خلال تناول مضادات حيوية أو اتباع نظام غذائي غير متوازن أو إذا حدثت اضطرابات بعملية الهضم، ينعكس ذلك على البشرة ويؤدي إلى ذبولها؛ حيث تسري عملية طرد المخلفات من الجسم عن طريق الجلد أيضاً".
بينما حذّر الطبيب الألماني ديرشكا قائلاً: "يمكن أن ترجع البشرة غير النقية أيضاً إلى استخدام الكريمات الليلية أو كريمات مكافحة الشيخوخة الغنية بالمرطبات".
ولعلاج مشكلة حب الشباب المتأخر، في حال ألا يكون مصحوباً بالتهابات، أوضح الطبيب الألماني ديرشكا أنه عادةً ما يخضع المريض لجلسات تنظيف للبشرة باستخدام مستحضرات العناية والغسول من نوع (الليبوسومال)، لافتةً إلى أن حمض (الأزلايك) الموجود في الكثير من الكريمات أو الجل يتناسب بشكل كبير مع الحالات البسيطة إلى المتوسطة، التي تُعاني منها أغلب النساء.
وأشار ديرشكا إلى أن بعض الأطباء يلجأون لاستخدام الكريمات المحتوية على حمض (الريتينويد) المشتق من فيتامين (أ)، والذي غالباً ما يوجد في الكريمات المحتوية على مادة (بيروكسايدالبنزولين) بوصفها مضاد حيوي، مع الحالات المتوسطة أيضاً.
أما في الحالات الشديدة للغاية، التي تكون البثور مصحوبة خلالها بالتهابات، فيشدد اختصاصي الأمراض الجلدية على ضرورة استشارة طبيب مختص في هذا الوقت؛ حيث يمكن أن ترجع مثل هذه البثور إلى أمراض جلدية أخرى تتخطى مجرد الإصابة بحب الشباب المتأخر هذا.
وفي حال تكوّن بثور كبيرة أو حلقات من البثور، فعادة ما يصف الطبيب مضاداً حيوياً، على أن يكون بجرعة منخفضة؛ حيث يعمل ذلك على الحد من درجة الالتهاب. وبذلك يمكن التحكم في مسار البثور والحد من التهابها، ثم تبدأ مرحلة علاجها بعد ذلك بالكريمات المحتوية على حمض فيتامين (أ).
خلاصة الصفصاف
وتلتقط خبيرة التجميل الألمانية دونات طرف الحديث من جديد مؤكدةً أنه يمكن للمرأة المصابة بمشكلة حب الشباب المتأخر -أياً كانت مرحلتها- القيام بدور مهم أيضاً في مسار العلاج من خلال إتباع بعض الإرشادات، لاسيما تنظيف البشرة على نحو جيد.
ولتحقيق ذلك تنصح دونات باستخدام نوعيات الجل أو الغسول المحتوية على خلاصة الصفصاف، التي تعمل على شد مسام البشرة، على أن يتم غسل الوجه بعد ذلك باستخدام مياه صافية خالية من أية مواد كحولية.
ونظراً لأن الجهاز الهضمي يؤثر بشكل كبير على حالة البشرة وشكلها؛ لذا أوصت خبيرة التجميل الألمانية أيضاً باتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه مع الإقلال من الأطعمة المحتوية على كميات كبيرة من السكر أو منتجات الألبان أو الكربوهيدرات؛ حيث إنها تؤثر بالسلب على الأشخاص ذوي البشرة غير النقية والمصابين بحب الشباب.-(د ب أ)
تعليقات
إرسال تعليق