القائمة الرئيسية

الصفحات


قال تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة: 163].
 (الرحمن الرحيم) اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة, ورحمن أشد مبالغة من رحيم فالرحمن يدل على الرحمة العامة كما قال تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5] والرحيم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين كما قال تعالى: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [الأحزاب:47] ذكره ابن جرير بسنده عن العزرمي بمعناه وفي الدعاء المأثور ((رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما))           رواه   الطبراني في ((المعجم الصغير)) بدون لفظة ((ورحيمهما)) (1/336). وذكره المنذري في   ((الترغيب والترهيب)) (3/55) بلفظة ((ورحيمهما)). من حديث أنس بن مالك رضي الله   عنه. قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/186): رواه الطبراني في ((الصغير))   ورجاله ثقات وقال المنذري: رواه الطبراني في ((الصغير)) بإسنادٍ جيد، وحسنه   الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (1821). والحديث بلفظه قد رواه الطبراني في   ((المعجم الكبير)) (20/154). من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. بسند فيه ضعف.      , والظاهر المفهوم من نصوص الكتاب والسنة أن اسمه الرحمن يدل على الصفة الذاتية من حيث اتصافه تعالى بالرحمة, واسمه الرحيم يدل على الصفة الفعلية من حيث إيصاله الرحمة إلى المرحوم, فلهذا قال تعالى: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [الأحزاب:43] إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:117] ولم يأت قط إنه بهم رحمن, ووصف نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه رؤوف رحيم فقال تعالى: حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:128] ولم يصف أحدا من خلقه أنه رحمن فتأمل ذلك, والله أعلم المصدر:  معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - ص78
Reactions

تعليقات