سمى الله سبحانه وتعالى نفسه بـ(المتكبر) في آية واحدة من القرآن الكريم في قوله الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ [الحشر: 23]، وأما اسمه (الكبير) فقد ورد في ستة مواضع من القرآن الكريم منها قوله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ [الرعد: 9]، وقوله: وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج: 62]، وقد جاء مقترناً باسمه (العلي) و(المتعال).
... قال قتادة: المتكبر أي تكبر عن كل شر رواه الطبري (28/37). .
وقيل المتكبر هو الذي تكبر عن ظلم عباده، وهو يرجع إلى الأول انظر الطبري (28/37)، وابن كثير (4/343). .
وقال الخطابي: هو المتعالي عن صفات الخلق، ويقال: هو الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة ((شأن الدعاء)) (ص: 48)، و((الاعتقاد)) (ص: 55). .
وقال القرطبي: المتكبر الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله وقيل: المتكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق به من صفات الحدث والذم وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد. قال حمد بن ثور:
عفت مثل ما يعفو الفصيل فأصبحت
بها كبرياء الصعب وهي ذلول القرطبي (18/47)، و((فتح القدير)) (5/208).
وقال عبد الله النسفي: هو البليغ الكبرياء والعظمة ((تفسير النسفي)) (4/245).
وأما ما قاله العلماء في معنى اسمه (الكبير) فإنه مشابه لما ذكرنا من معنى (المتكبر).
قال ابن جرير: الكبير يعني العظيم الذي كل شيء دونه ولا شيء أعظم منه ((جامع البيان)) (13/75) و(17/137)، وانظر ابن كثير (2/503) و(3/232) والشوكاني (3/68). .
وقال الخطابي: الكبير هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن فصغر دون جلاله كل كبير، ويقال: هو الذي كبر عن شبه المخلوقين <br/> ((شأن الدعاء)) (ص: 66).
وعلى هذا يكون معنى (المتكبر) و(الكبير):
1- الذي تكبر عن كل سوء وشر وظلم.
2- الذي تكبر وتعالى عن صفات الخلق فلا شيء مثله.
3- الذي كبر وعظم فكل شيء دون جلاله صغير وحقير.
4- الذي له الكبرياء في السماوات والأرض أي السلطان والعظمة. المصدر:
النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى لمحمد بن حمد الحمود - 1/140
تعليقات
إرسال تعليق