التصنيف الحديث للإضطرابات النفسية لا تجد كلمة هستيريا فقد استبدلت بالإضطرابات التحويلية لما عرفت بالهستيريا ذات الأعراض الجسدية أو الإضطرابات التفارقيه لما عرفت بالهستيريا ذات الأعراض النفسية . وهذا الإضطراب أكثر إنتشاراً في الدول النامية ويقل مع إزدياد تطور المجتمعات إذ إن التعبير عن المعاناة يصبح له أساليب أخرى مثلما يحدث الأن في الغرب ، بأخذ جرعات دوائية زائدة عند التعرض لأي موقف للدخول للمستشفيات والحصول على المساعدة الطبية والنفسية والإجتماعية والمكتسبات الثانوية والأسرية .
قد يعجبك ايضا
إن الهستيريا تلعب دوراً مهماً في الدعاية للمشعوذين ، إذ أن معظم أعارضها مخيفه ظاهرياً ولكنها مؤقتة وتزول بالإيحاء ، أو الأمر أو الضرب أحياناً و بإعطاء علاجات معينه ، وبحل الصراع الذي بدأ الحالة أصلاً ، وهذا بمقدور الكثير من المشعوذين ، مما يجعل لهم سمعه ودعاية بين الناس قد تتعدى حدود الدولة للدول المجاورة ، فإذا كان العمى هستيري ، وفقدت الفتاه اليافعة بصرها ، ووصلت للطبيب المختص وطمأن الأهل أن هذا شيء مؤقت وسيزول ، فلا يقتنع الأهل وينطلقوا بحثاً عن حل سريع وفعال ، فيبدأ احد المشعوذين بضربها حتى تستعيد نظرها وفي نفس الساعة ، ويحصل هو على خروف سمين هديه لما قام به من إنجاز ويذيع صيته .
إن معالجة هذا الإضطراب تكمن في الرجوع تدريجياً إلى الصراع الداخلي والتعامل معه بالإضافة إلى التخلص من الأعراض التي ظهرت ويكون العلاج النفسي على الأغلب هو الملائم لمعظم الحالات وقد تقترن الهستيريا مع إضطرابات القلق والإكتئاب وتتطلب معالجة لهذه الإضطرابات أيضاً ، وفي كل الأحوال فإن هذا الإضطراب عادة ما يكون قصير وعابر ويمكن إن يسوء الحال إذا كان التعامل معه يقوم على مكافأة السلوك بدلاً من علاجه وهذا يؤدي إلى إحتمال التكرار بشكل يعيق حياة المريض .
د. وليد سرحان
تعليقات
إرسال تعليق