(فالغفَّار، والغفور) من أسماء الله -عز وجل- وهما من أبنية المبالغة ومعناهما الساتر لذنوب عباده وعيوبهم، والمتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم. وأصل الغفر الستر والتغطية. فالله عز وجل يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة فهو غفور سبحانه.
قال ابن القيم:
وهو الغفور فلو أتى بقربها
من غير شرك بل من العصيان
لاقاه بالغفران ملء قربها
قد يعجبك ايضا
وقد ورد اسم (الغفار) في القرآن الكريم خمس مرات منها:
قوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا [نوح: 10]...
أما اسم (الغفور) فقد ورد في القرآن الكريم أكثر من تسعين مرة، منها:
قال تعالى: يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [آل عمران: 129].
إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [الأنعام: 165].
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر: 28].
و(العفو): اسم من أسماء الله الحسنى، ومعنى العفو الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من اسم الغفور ولكنه أبلغ منه، لأن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر.
فالعفو في حق الله عز وجل عبارة عن إزالة آثار الذنوب بالكلية، فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين، ولا يطالبه بها يوم القيامة، وينسيها من قلوبهم، كيلا يخجلوا عند تذكرها، ويثبت مكان كل سيئة حسنة، قال تعالى: فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان: 70].
وقد جاء ذكر العفو في آيات كثيرة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا [النساء: 149].
ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ [الحج: 60].المصدر: المنهاج الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى لزين محمد شحاته – 2/760
تعليقات
إرسال تعليق