إن شخصية الإنسان هي مجموعة من السمات والصفات التي تميزه عن غيره من الناس وتقرر إنفعالاته وسلوكه في المواقف المختلفة . ومن متطلبات تكيف الإنسان مع بيئته ومن فيها من أشخاص أن يعرف الفرد التباين بين طبائع الناس وشخصياتهم وأن الناس ليسوا نسخ مكرره عن شخصيته.
تنقسم الشخصيات إلى أنواع متعددة وقد يجتمع في الإنسان صفات من أنواع مختلفة للشخصية ، فهناك الشخصية الوسواسية والهستيرية ، الفصامية ، الزورية ، السيكوباثية ، الحدية ، المنطوية والمنفتحة وغيرها . وهذه أنواع في شخصيات الناس وليست أمراض .
إن الشخصية الوسواسية هي شخصية منظمة إلى حد كبير ، دقيقة في كل الأمور لا تترك شاردة ولا واردة دون إن تفحصها وتعطيها الإهتمام ، تميل إلى الإلتزام بالمواعيد وصحوة الضمير ، وإتقان العمل والرغبة دائماً في الكمال والتطلع للمثاليات . أصحاب هذه الشخصية مجتهدين في دراستهم ، محبوبين لدى رؤسائهم في العمل ، والسيدة الوسواسه تكون ربة بيت مثاليه نظيفة ومرتبة ، تحسن تدبير أمور البيت وقد تكثر من الإهتمام بالنظافة وتبالغ فيها أحياناً ، يهتم هؤلاء الأشخاص بصحتهم ويفضلوا إجراء فحوصات عامه دورية ، يحتفظون بكل الأوراق و الوصولات وقد يكون لديهم ملفاً خاصاً لكل بند من بنود حياتهم اليومية ، لا يحبوا أن يخطئوا ولذلك قد يترددوا في اتخاذ القرارات ، ويميلوا للتخطيط المفصل ويتمتعوا في الحرص في كل ما قد يؤدي للخطورة ويتفقدوا الكهرباء والغاز ويحكموا إغلاق الأبواب أكثر من مره . قد لا تكون جميع هذه الصفات مجتمعه معاً . ولكن بعضاَ منها يوجد لدى الكثيرين . إن كل صفات هذه الشخصية جيدة بل تعتبر ميزات . ولكن زيادتها عن الحد المنطقي قد توقع صاحبها في صعوبات في حياته ، فقد يصبح الحرص والتردد سبب في عدم الإقدام على خطوات هامه في الحياة كالزواج وتغيير السكن أو العمل ، وقد تصبح النظافة مرهقة لربة البيت والعائلة ، وإذا كان المدير مبالغاً في دقته سيجعل هذا موظفيه غير قادرين على مواكبة متطلباته الكثيرة وإنتقاداته المتكررة وإصراره على عدم حدوث أخطاء . كما أن أصحاب هذه الشخصية يرهقوا لكثرة الحذر ، فإذا نوى على السفر لا ينام طوال الليل وهو يتأكد من التذاكر وجواز السفر ويعيد قراءة التأشيرة الدخول للبلد التي ينوي زيارتها عدة مرات ويعد نقوده ويكرر التأكد من وضع الأشياء في الحقائب ، ويكرر على ما يجب عمله إثناء غيابه ، وقد تتحول صفات هذه الشخصية لأعراض الوسواس القهري وتصبح الحالة مرضية عندما يصبح التكرار بلا معنى ولا مبرر ويحاول المريض مقاومته ولكنه يفشل وهذا التكرار قد يكون في الأفعال أو الأفكار أو التصورات .
أصحاب هذه الشخصيات معرضون لحالات القلق والكآبة في مراحل التغيير الرئيسية في حياتهم ، مثل فترة الخطوبة أو الترفيع في العمل وتغير السكن ، فلا غرابه أن نسمع بتسميات مثل إكتئاب الخطوبة أو إكتئاب الترفيع . فصاحب هذه الشخصية من المناسب أن يتعرف على شخصيته و حسناتها وعيوبها ، وإذا تم التعامل مع هذه الشخصية ، على الشخص المتعامل معها إن يأخذ طباعها في الإعتبار ليسهل تعامله معها ويتجنب الاصطدام بها إذا حاول تخطي أنظمتها ولا بد للأشخاص الذين يشعروا أن ميولهم الوسواسية كثيرة ومرهقه وقد توقعهم في صعوبات في الحياة أن يبدءوا في تهذيب هذه الصفات وتخفيفها جزئياً حتى تبقى فعاله ومنتجه دون أن توقعهم في المشاكل وهذا أمر وارد يتنبه إليه الإنسان المصمم على التغيير وقد يحتاج إلى بعض التوجيه في هذه التغيير
د. وليد سرحان
تعليقات
إرسال تعليق