إضطراب المزاج مزدوج القطب (Bipolar Affective Disorder)
وهو من الإضطرابات النفسية الرئيسية ويصيب 2.5% من الناس وكان يسمى الهوس الإكتئابي، ويمر المريض فيه في ثلاث مراحل مختلفة:
الأولى: إرتفاع المزاج ويسمى الهوس أو الزهو (Mania) وقد يكون هوس او زهو خفيف (Hypomania )، وفي هذه المرحلة يزداد الكلام والنشاط وتتسارع الأفكار وتتزاحم، ويتطاير الكلام من موضوع لأخر دون ربط منطقي ولكن على النغم، ويفكر بمشاريع ضخمة في التجارة والصناعة، ويتطرق للدين والسياسة ويريد تحرير فلسطين ونشر الاسلام، وقد يصل إلى التوهم بالعظمة بأنه اكثر الناس ذكاءاً وثراءاً أو أنها اجمل الفتيات على الإطلاق، ويصعب إيقافهم عن الحركة والكلام، وقد ينفعل المريض ويغضب إذا حاول من حوله وضع حدود لإندفاعه، وعادةً ما يبذِّر المريض في هذه المرحلة أمواله وقد يفلس، ويكتب شيكات لا طاقة له بها، ويشتري أشياء كثيرة لاضرورة لها، وكما أن الخجل والحذر والإلتزام الإجتماعي يتلاشى، ويصبح المريض كأنه في حلٍ من هذه الأمور، فقد تخرج المرأه المحجبة بملابس النوم، أو يغازل الرجل فتاه يقابلها في المكان والزمان الذي يؤدي للفضيحه، مع ازدياد النشاط الجنسي والذي قد يصبح ظاهر. ومما يميز هذه الحالة أن المريض لايشعر بالحاجة للنوم فيقل النوم تدريجياً وقد تمر أيام بلا نوم، ولا نشغاله قد لا يأكل كما يجب وقد يمشي مسافات طويلة تؤدي لارهاق جسده وهو لا يشعر بالتعب، وهذه الأعراض تبدأ خفيفه وتتصاعد خلال أيام أو اسابيع واذا وصلت للهوس الشديد يكون من الصعب إخضاع المريض لأي علاج لأنه يرفض ويعتبر أنه في أحسن حال، وقد يكون إدخال المستشفى مضروري في هذه الحاله.
الثانية: في هذه المرحلة يهبط المزاج وتسمى الإكتئاب ويتراوح بالشدة وقد يسبق الهوس أو يليه، وقد يكون مصحوب بالخمول والتباطؤ والتوهم بالعدم وتوهم الفقر والذنب واحياناً الهلاوس السمعية والبصرية التي تتمحور حول الحزن والموت، بالإضافة لأعراض الإكتئاب العادية مثل اليأس والملل وعدم النشاط وفقدان الأمل، والتقاعس، والعجز، وعدم القدرة على أداء العمل ولا التركيز ولا الاستمتاع بالأشياء المعتاده، فلا رغبه بالطعام ولا النوم ولا الجنس، ويكون المريض يائسً من الحياة ويتمنى الموت وقد يفكر بالإنتحار ويحاول ذلك وقد ينجح في تنفيذ الأنتحار.
الثالثة: مرحلة الإستقرار وفيها يعود المزاج إلى طبيعته ، ويمارس الإنسان حياته بصورة طبيعية وقد لا يستطيع أحد تمييزه عن غيره من الناس.
علاج هذا الإضطراب يقوم على معالجة المرحلة التي يكون فيها المريض سواءاً اكتئاب أو هوس، وثم الإستمرار الدائم على علاجات مثبته للمزاج لمنع التكرار، وإذا ترك المريض بلا علاج فإنه سيقضي فترات طويلة في الإكتئاب وأقل في الهوس وقليل في التحسن، ولكن مع العلاج الصحيح، تتغير المعادلة ويقضي المريض معظم أو كل وقته في مرحلة الأستقرار.
مستشار الطب النفسي
الدكتور وليد سرحان
تعليقات
إرسال تعليق