القائمة الرئيسية

الصفحات


إن الهِربِس النِّطاقي هو مرض يسببه الفيروس النُطاقي الحُماقي، وهو الفيروس نفسه الذي يُسبب الحُماق (جدري الماﺀ). إن هذا الفيروس يبقى موجوداً في الجسم بعد الشفاﺀ من الحُماق وقد يبقى لسنوات كثيرة دون أن يُسبب أي مشاكل. وعندما يتقدم الشخص في السن يُمكن أن يعود الفيروس إلى النشاط ويُسبب مرض الهربس النطاقي. لكن هذا المرض لا ينتقل إلى الآخرين، وذلك خلافاً لمرض الجدري (الحُماق). 

ومن بين العلامات المبكرة للهربس النطاقي الإحساس بالحرق والألم المفاجئ والوخز والحك في جانب واحد من الجسم أو في الوجه. ويمكن أن يكون الألم معتدلاً أو شديداً. ثم تتشكل البثرات وتستمر من يوم واحد إلى أسبوعين. إذا ظهر الهربس النطاقي على الوجه فقد يؤثر على الرؤية أو السمع. ومن الممكن أن يستمر ألم الهربس النطاقي عدة أسابيع أو أشهر، أو حتى سنوات، بعد شفاﺀ البثور. 

لا يوجد علاج يُشفي من الهربس النطاقي، لكن العلاج بالأدوية التي تُكافح الفيروس يمكن أن تكون مفيدة إذا اتم اللجوﺀ إليها في وقت مبكر. ويمكن أيضاً استخدام اللقاح للوقاية من الإصابة بالهربس النطاقي أو لتقليل آثاره. يُعطى هذا اللقاح للأشخاص بدﺀاً من سن الستين. 



الهربس النطاقي مرض يسبب ألماً شديداً وحويصلات على الوجه وفي الجسم. يصاب ملايين الناس في أنحاء العالم بالهربس النطاقي كل سنة. 

إن الفيروس الذي يسبب الحُمَاق أو جدري الماء هو نفسه الفيروس الذي يسبب الهربس النطاقي . يسمى هذا المرض أحياناً الهربس النطاقي . 

يشرح هذا البرنامج التعليمي ما هو الهربس النطاقي، ويتناول أعراضه وأسبابه ومضاعفاته وتشخيصه وسبل معالجته. 


جدري الماء
يحدث الهربس النطاقي بسبب الفَيْروسُ النُّطَاقِيُّ الحُماقِيّ، وهو الفيروس نفسه الذي يسبب الحُمَاق أو جدري الماء. فبعد هجمة الحُمَاق أو جدري الماء يختبئ الفيروس في النسيج العصبي هاجعاً، أي غير فعال. 

تدعى الخلايا العصبية بالنورونات أو العصبونات. ولها جسم يخرج منه خيط طويل يدعى مِحْوار. تنتقل الأوامر الصادرة من الدماغ إلى الأعصاب، وتنتقل الأحاسيس من الأعصاب إلى الدماغ كإشارات كهربائية عبر المحوارات. 

يدعى الدماغ والنخاع الشوكي معاً الجهاز العصبي المركزي، وهذا الجهاز يتلقى ويرسل معلومات عن طريق الجهاز العصبي المحيطي المؤلف من أعصاب. 

تشكل أجسام بعض النورونات أو العصبونات ، وهي الخلايا العصبية، عُقداً تتوضع قريبةً من الدماغ والنخاع الشوكي. وتتجمع محوارات النورونات لتشكل تراكيب تشبه الحبال وهي الأعصاب التي تذهب إلى الوجه والصدر والبطن والذراعين والرجلين. 

ينام فيروس الحُمَاق أو جدري الماء، أو الفَيْروسُ النُّطَاقِيُّ الحُماقِيّ، هاجعاً في عُقد النورونات . 


داء المنطقة
لا يصاب بالهربس النطاقي إلا من أصيبوا بالحُمَاق أو جدري الماء سابقاً. فبعد أن تشفى حويصلات جدري الماء، ينام الفيروس في عقد الأعصاب. 

مع تقدم السن، يمكن أن ينشط الفيروس مجدداً ويسبب الهربس النطاقي . 

ينتقل الفيروس من العقدة العصبية عبر المحوارات ليصل إلى جلد المنطقة التي يذهب هذا العصب إليها. 

يسبب الفيروس هجمات مؤلمة على شكل طَفَح أو حُويصلات في الجلد. 

ومع أن الهربس النطاقي أكثر انتشاراً لدى الناس الذين تجاوزوا الخمسين من العمر، إلا أن أي شخص سبق له أن أصيب بالحُمَاق أو جدري الماء يكون معرضاً للإصابة بالهربس النطاقي. فحوالي 20% من الناس الذين سبق لهم أن أصيبوا بالحُمَاق أو جدري الماء سوف يصابون بالهربس النطاقي في مرحلة من مراحل حياتهم. كما أن معظم الناس الذين يصابون بالهربس النطاقي يصابون به مرة واحدة فقط. 

إن الناس الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف معرضون أكثر للإصابة بالهربس النطاقي. إن الجهاز المناعي هو الجزء من الجسم الذي يكون مسؤولاً عن مكافحة الجراثيم والمواد الغريبة عن الجسم.

يمكن أن ينقل الناس المصابون بالهربس النطاقي الفيروس إلى الأشخاص الذين لم يصابوا من قبل بالحُمَاق أو جدري الماء. ولكن من أصيب بالحُمَاق أو جدري الماء سابقاً لا يمكن أن يلتقط الهربس النطاقي من الأشخاص المصابين به. 


الأسباب
لا يعرف العلماء على وجه التحديد السبب الذي يُحرّض فيروس الهربس النطاقي النائم ويجعله ينشط ويتكاثر وينتقل على مسار العصب. 

من المعروف أن حالات مثل المرض والإصابات والشدة النفسية يمكن أن تطلق أو تعطي إشارة البدء للهربس النطاقي . 

علاوة على ذلك، فإن أصحاب المناعة الضعيفة غير المصابين بفيروس الهربس النطاقي يكونون معرضين أكثر من غيرهم لالتقاط المرض من الأشخاص المصابين بهذا المرض. 


أعراض الهربس النطاقي
العرض الأول للهربس النطاقي هو الألم الذي يبدأ قبل يوم إلى ثلاثة أيام من ظهور الطفح. الألم عموماً يكون على جانب واحد من الجسم أو الوجه، على مسار عصب معين. 

يسبب الهربس النطاقي ألماً حارقاً أو على شكل لسعات يصحبه شعور بالخدر أو حكة. ويمكن أن يكون الألم شديداً بما يستدعي تلقي العلاج. ولكن بعض المرضى لا يشعرون بذاك الألم الشديد. 

بعد أيام من بدء الألم، يظهر طَفَح أحمر على مسار العصب. ويمكن أن يترافق الطفح بحمى وصداع. 

يتحول الطَفَح إلى حُويصلات شديدة الشبه بحويصلات الحُمَاق أو جدري الماء. تبقى الحويصلات من يوم واحد إلى أربعة عشر يوماً. وتكون أكثر ظهوراً على الصدر والبطن والظهر والإليتين، ولكنها يمكن أن تظهر أيضاً على الوجه والذراعين أو الساقين. 

قبل أن تختفي الحويصلات، تتشكل فوقها قشرة يتجمع عليها القيح والدم الأسود. لكن الحويصلات لا تترك أي ندبات عادةً. 


مضاعفات الإصابة بالهربس النطاقي
إذا ظهر الهربس النطاقي على الوجه، يمكن أن تحدث مضاعفات تتعلق بالسمع والبصر. فإذا أصاب الهربس النطاقي العين يمكن أن تصاب القرنية بالعدوى وينتهي الأمر بعمى مؤقت أو دائم. 

يمكن أن ينتشر الهربس النطاقي على مساحة الجسم كله. ويمكن أن ينتشر أيضاً إلى أعضاء داخلية، حيث يمكن أن تصاب هذه الأعضاء بأذى كبير من قبيل:
الشلل الجزئي في الوجه. وعادة ما يكون شللاً مؤقتاً.
ضرر في الأذن
التهاب الدماغ


يمكن أن تصاب حويصلات الهربس النطاقي بالعدوى، وهذا ما قد يؤخر شفاءها. يمكن أن يتناول المريض المضادات الحيوية لمعالجة هذه العدوى. ويستحسن ألا يخدش المريض الحويصلات وأن يحافظ على نظافة جسمه. 


تشخيص الإصابة بالهربس النطاقي
يشخص الطبيب وجود الهربس النطاقي من شكل الحويصلات ومن الألم الذي يصيب المريض قبل ظهور الحويصلات. 

يمكن أن يفقأ الطبيب أحد الحويصلات ويرسل محتوياته إلى المختبر لفحصها تحت المجهر من أجل تأكيد التشخيص. 


علاج الإصابة بالهربس النطاقي
بالنسبة للكثير من المرضى، يشفى الهربس النطاقي تلقائياً خلال عدة أسابيع دون أدوية. يمكن استخدام المسكنات لتخفيف الألم، ويمكن وضع الكَمّادات الباردة لتجفيف الحويصلات. 

في حالات نادرة قد يعاني بعض المرضى من الألم لأسابيع أو أشهر أو سنوات بعد اختفاء الحويصلات. تسمى هذه الحالة الأَلَمُ العَصَبِيُّ التَّالي للهَرْبِس. 

عند تشخيص الحالة في وقت مبكر، يمكن أن يعطي الطبيب المريض أدوية لمكافحة الفيروسات. وهذا هام بوجه خاص عندما يصيب الهربس النطاقي العين. فكلما تم البدء بمكافحة الفيروسات باكراً، كان الشفاء أسرع وكان احتمال الإصابة بالألم العصبي التالي للهَربس أقل. 

إذا كان الألم شديداً، يمكن أن ينصح الطبيب بإحصار العصب للسيطرة على الألم. وإحصار العصب هو حقن أدوية لتخدير العصب المصاب بالهربس النطاقي . 

يمكن أن تكون الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للاختلاج أو الصرع ،مفيدة في معالجة الألم العصبي التالي للهربس. 


الوقاية من الإصابة بالهربس النطاقي
يوجد الآن لُقاح ضد الهربس النطاقي . وينصح بهذا اللقاح، واسمه التجاري زوستافاكس، لمن تجاوز الستين من العمر وسبق له أن أصيب بالحُمَاق أو جدري الماء ولم يصب بالهربس النطاقي من قبل. 

إن اللقاح يمكن أن يمنع حدوث أكثر من مليون حالة من حالات الهربس النطاقي كل عام، ويمكن أن يحد كثيراً من شدة المرض لدى حالات أخرى. 


الخلاصة
الهربس النطاقي مرض يسبب ألماً شديداً وحويصلات على الوجه أو الجسم. لا يصاب بالهربس النطاقي إلا الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بالحُمَاق أو جدري الماء. 

تزول حويصلات الهربس النطاقي عادة بصورة تلقائية. إن الأدوية المضادة للفيروسات متوفرة ويمكن أن تسرع شفاء المريض. 

يمكن أن يؤدي الهربس النطاقي إلى مضاعفات، ولكنها مضاعفات نادرة. ومع التقدم الطبي، توجد عدة طرق لمعالجة هذه المضاعفات. 
Reactions

تعليقات