قد يعجبك ايضا
ونقف مع تعبير قرآني آخر نمر عليه كثيراً ولكننا ربما لا نتأمل الاختلاف الطفيف الوارد فيه، ذلك قوله تعالى: “إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً” النساء الآية ،149 وقوله تعالى: “إن تبدوا شيئاً أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما” الاحزاب - الآية ،54 فمن الملاحظ ان التعبير في سياق سورة النساء جاء “ان تبدوا خيراً” بينما ورد في سورة الاحزاب “إن تبدوا شيئاً” فلماذا كان هذا؟
إن الأمر في سورة النساء يتعلق بالجهر بالسوء، والله سبحانه لا يحب الجهر بالسوء، نقرأ الآية 148 “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً” ثم قال بعد ذلك “إن تبدوا خيراً” الآية، فالمولى سبحانه وتعالى لا يحب السوء ولا الجهر به بخلاف الجهر بالخير واظهاره، أما في سورة الأحزاب فالسياق يتعلق بعلم الله بالأشياء الخافية والظاهرة، ومعنى ذلك انه يستوي عنده السر والجهر بما في النفوس، والسياق في سورة الأحزاب اذا رجعنا للآيات من 50 - 54 يتعلق بنساء النبي وموقفه صلى الله عليه وسلم معهن، فليس في السياق سوء وإنما هي “اشياء تبدى أو تخفى، فجاء التعبير عنها بقوله “إن تبدوا شيئاً أو تخفوه”، على خلاف الجهر بالسوء.
تعليقات
إرسال تعليق