لا شك أن انتشار المحطات الفضائية أعطى تنوعاً يرضي كل الأذواق، ولكن الخطر الذي بدأ يظهر في المحطات التي تقوم بتقديم العلاج لكل الأمراض وكل البشر، وبداية بوقف أي علاجات طبية يتعاطها المريض، والمؤسف أن المشاهد يتابع مثل هذه المحطات ويأخذ بنصائحها وتعليماتها، وما يتم إرساله للمريض من بلد لآخر من أعشاب وعسل ومواد لا يعلم أحد بمكوناتها، ومع الأسف في مواجهة هذه المحطات العديدة لا يوجد محطة واحدة تولي الصحة الجانب الرئيسي، وكأن الإساءة والخطأ هي القاعدة والصحيح هو أمر إستثنائي، لا أعتقد أنه يمكن منع هذه المحطات، مع أن تدخل الدول التي تبث فيها ممكن، ولكن في حالة استمرارها، لابد أن يتم توجيه المشاهد إلى درجة الخطورة التي تحملها هذه المحطات.
فكيف لهذا العلامة الذي يجلس أمام الكاميرا أن يشخص ويعالج كل الأمراض وكل البشر دون حتى رؤيتهم، وكيف يمكن له أن يطلب من مريض إيقاف علاج للسرطان أو السكري أو الفصام أو نقص إفرازات الغدد، أنها فعلاً كارثة، والطبيب الممارس أصبح يشعر بالعجز أمام سحر هذه المحطات، فبعد البحث والتمحيص وأجراء الفحوصات ووصول الطبيب لتشخيص المريض الصحيح ويبدأ بعلاجه يفاجأ بإختفاءه لعدة شهور يأتي بعدها بقصته مع أحد محطات الشعوذة.
إن هذه الشعوذة الحديثة جاءت لتضاف إلى آلاف المشعوذين الذين يعيثوا بالأرض فساداً ويبثوا سمومهم على الشر ولا أحد يوقفهم.
سؤال بسيط لا بد أن نوجهه للقائمين على محطات الشعوذة، كيف لكم أن تشفوا كل الأمراض ببعض الأعشاب الزهيدة في كلفتها، بينما تتحمل الدول كلفة عالية في التجهيزات الطبية والعلاجات، فلماذا لا يقدموا إختراعاتهم يأخذوا حقوقهم عن هذه الإكتشافات وتعمم هذه العلاجات وتصبح الدول العربية من رواد الصناعة الدوائية في العالم.
مستشار الطب النفسي
د. وليد سرحان
تعليقات
إرسال تعليق