القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا يتسارع الزمن كلما تقدم الإنسان في العمر؟



بينما تمر ساعات الانتظار ببطء شديد، تمر أيام العطلات بسرعة. لكن كلما تقدم الإنسان في العمر، كلما زاد شعوره بسرعة مرور الوقت.

 فهل هذا حقيقي وما هي الأسباب في رأي علماء النفس؟

طالما انتشرت الفكرة القائلة أن كبار السن يشعرون بمرور الوقت سريعاً، على عكس الأطفال والشباب. وهو ما جعل بعض علماء النفس من جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونخ يحاولون التحقق من هذا الأمر، حيث قاموا باستطلاع مع أشخاص تتراوح أعمارهم بين 14 و94 عاما وسألوهم عن تقييمهم عن مدى سرعة مرور السنوات العشرة الأخيرة من عمرهم. وتبين من خلال الدراسة التي نشروا نتائجها في موقع المكتبة الأمريكية للطب Pubmed، أن هذه المقولة صحيحة بشكل عام، وأن الأشخاص الأكبر سنا شعروا بمرور الوقت سريعا مقارنة بالشباب. لكنهم في الوقت نفسه لاحظوا أن هناك نتائج متباينة جداً.
أما مجلة دير شبيغل الألمانية، فبحثت عن إجابة السؤال حول سبب هذه الظاهرة، ووجدت أن بعض العلماء يرجعون هذا الأمر إلى عملية حسابية يبتكرها عقل الإنسان بشكل أوتوماتيكي معتمدا على الفترة التي عاشها من حياته. فالعام الواحد يمثل ثلث الحياة بالنسبة لطفل في الثالثة من عمره. على عكس كهل في الثمانين، فالسنة الواحدة تشكل جزءا واحدا من ثمانين جزء بالنسبة له، ما يعني أن إدراك عقل الإنسان لمرور الزمن مسألة تتنتاسب بشكل طردي مع عمره.

ورغم أن العملية الحسابية منطقية إلا أن هناك اختلاف في آراء الباحثين. إذ يرى بعض الباحثين أن الأشخاص الذين يتقاعدون وأعمارهم 65 سنة يشعورن أيضا بأن الوقت يمر ببطء، لانشغالهم باكتشاف حياتهم الجديدة بدون عمل، ما يعني ابتعادهم عن روتين الحياة اليومية. ويشير علماء النفس إلى دور الذاكرة في سرعة مرور الوقت، إذ يرون أن كثرة التذكر تجعل الوقت يمر ببطء.

لذا ينصح بعض علماء النفس بالابتعاد عن الحياة الروتينية وضرورة الاستمرار في خوض تجارب جديدة في الحياة لأنها تقوي الذاكرة وتجعل مرر الوقت بطيء.
DW.DE
Reactions

تعليقات