كان من عادة العرب استعمال الأمثال لأنها أبلغ في توصيل المطلوب إلي السامع ومن العرب الذين قاموا بتسجيل هذه الأمثال: الزمخشري .
عندما جاء القرآن تحدي العرب - وهم بالفعل أرباب البلاغة - ببلاغته الخاصة وخصوصا في ضرب الأمثال - موضوع البحث - ، وفي الحقيقة ؛ فإن أمثال القرآن لها بلاغة خاصة وتذوق جميل لا يحس بها إلا العارف لأسرار اللغة العربية :
في القرآن ثلاثة وأربعون مَثلاً:
في البقرة: "كمثل الذي استوقد ناراً"، "أو كصيب"، "أن يضرب مثلاً ما بعوضة"، "ومثل الذين كفروا"، "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله"، "فمثله كمثل صفوان"، "مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله"، "يود أحدكم"، "كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان".
وفي آل عمران: "وكنتم على شفا حفرة من النار" ، "مثل ما ينفقون".
وفي الأنعام : "كالذي استهوته الشياطين" .
وفي الأعراف: "فمثله كمثل الكلب" .
وفي يونس : " إنما مثل الحياة الدنيا " .
وفي هود : " مثل الفريقين " .
وفي الرعد : "إلا كباسط كفيه إلى الماء" ، "أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها"، "مثل الجنة
وفي إبراهيم: "مثل الذين كفروا بربهم" ، "كيف ضرب الله مثلاً" ، "ومثل كلمة خبيثة".
وفي النحل : "ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً" ، "وضرب الله مثلاً رجلين" ، "وضرب الله مثلاً قرية".
وفي الكهف : " واضرب لهم مثلاً رجلين " ، " واضرب لهم مثل الحياة الدنيا " .
وفي الحج : " فكأنما خرَّ من السماء " ، " ضرب مثل " .
وفي النور : " مثل نوره " ، " أعمالهم كسراب بقيعة " .
وفي العنكبوت : " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت " .
وفي الروم : " ضرب لكم مثلاً من أنفسكم " .
وفي يس: " وضرب لنا مثلاً " .
وفي الزمر: " ضرب الله مثلاً رجلاً ".
وفي سورة محمد - صلى الله عليه وسلم -: " نظر المغشي عليه من الموت " ، " مثل الجنة " .
وفي الفتح: " ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل " .
وفي الحشر: " كمثل الذي من قبلهم " ، " كمثل الشيطان " .
وفي الجمعة : "مثل الذين حملوا التوراة " . وفي التحريم : "ضرب الله مثلاً للذين كفروا" ، "وضرب الله مثلاً للذين آمنوا".
وكم من كلمة تدور على الألسن كمَثَل. جاء القرآن بألخص منها وأحسن ؛
فمن ذلك قولهم: القتل أنفى للقتل ، مذكور في قوله : " ولكم في القصاص حياة " .
ويلاحظ فيها البساطو والإيجاز والجمال .
وقولهم: ليس المخبر كالمعاين ، مذكور في قول القرآن: " ولكن ليطمئن قلبي " .
وقولهم: ما تزرع تحصد ، مذكور في قول القرآن: " من يعمل سوءاً يُجْزَ به " .
وقولهم: للحيطان آذان ، مذكور في قول القرآن : " وفيكم سمَّاعون لهم " .
وقولهم: الحمية رأس الدواء ، مذكور في قول القرآن : " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا " .
وقولهم: احذر شر من أحسنت إليه ، مذكور في قول القرآن : "وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسولُه من فضله" .
وقولهم: من جهل شيئاً عاداه ، مذكور في قول القرآن : " بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم " .
وقولهم : خير الأمور أوساطها ، مذكور في قول القرآن : " ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط " .
وقولهم : من أعان ظالماً سلطه الله عليه ، مذكور في قول القرآن : " كتب عليه أنه من تولاه فأنَّه يضله".
وقولهم : لما أنضج رمَّد ، مذكور في قول القرآن: "وأعطى قليلاً وأكدى".
وقولهم: لا تلد الحية إلا حية، مذكور في قول القرآن: "ولا يلدوا إلا فاجراً كَفَّاراً".
تعليقات
إرسال تعليق