قد يعجبك ايضا
قال الحليمي في معنى الفاطر: إنه فاتق المرتتق من السماء والأرض. قال الله عز وجل: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30]، فقد يكون المعنى كانت السماء دخانا فسواها، { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } [النازعات: 29]، وكانت الأرض غير موجودة فدحاها، { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا } [النازعات: 31]، ومن قال هذا قال: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنبياء: 30]، معناه: أولم يعلموا. وقد يكون المعنى ما روي في بعض الآثار عن ابن عباس في قول الله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا } [الأنبياء: 30]، قال فتقت السماء بالغيث، وفتقت الأرض بالنبات. قال الحليمي: والإقرار بالإبداع يأتي على هذا المعنى ويقتضيه.
وقال أبو سليمان الفاطر، هو الذي فطر الخلق، أي ابتدأ خلقهم كقوله: { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الإسراء: 51]، ومن هذا قولهم: فطر ناب البعير، وهو أول ما يطلع. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: لم أكن أعلم معنى فاطر السموات والأرض حتى اختصم أعربيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها، يريد استحدثت حفرها.
تعليقات
إرسال تعليق