عاد الرجل العجوز إلى البيت ، وبينما كان يحدث زوجته عن الغرنوق ، سمع طرقاً على الباب ، وسمع أحدهم يقول بصوتٍ رقيق : "هل أستطيع الدخول؟" فتحت المرأة العجوز باب البيت فوجدت فتاة صغيرة حلوة لطيفة .
قالت الفتاة الصغيرة : "لقد ضللت الطريق . أرجوكما أن تسمحا لي بالبقاء الليلة في بيتكما"
فرح الزوجان العجوزان فرحاً شديداً بوجود مثل هذه الفتاة اللطيفة في بيتهما . وحين أخبرتهما أنها يتيمة الوالدين ، طلبا منها أن تكون بمثابة ابنتهما ، وأن تعيش معهما على الدوام . وهكذا بقيت الفتاة الصغيرة معهما .
وفي أحد الأيام قالت الفتاة الصغيرة لوالديها الجديدين : "إذا وعدتما أن لا تنظرا إلي أبداً حين أعمل ، فإنني سوف أحيك لكما بعض القماش على النول الموجود في غرفة النسيج" ومنذ ذلك الحين كانا يسمعان صوت النول كل يوم : "تون .. كا .. را .. ري ، تون .. كا .. را .. ري" وفي بداية كل ليلة كانت الفتاة الصغيرة تعطيهما قطعة قماش جميلة حاكتها في ذلك النهار . كانت أجمل الأقمشة في العالم كله ، وكان يتوافد جميع الجيران لرؤيتها .
قد يعجبك ايضا
استبد الفضول بالمرأة العجوز ، وقالت لنفسها : "كيف بحق السماء ، يمكن لهذه الفتاة الصغيرة أن تحيك مثل هذه الأقمشة الجميلة ؟" وأخيراً ، وذات يوم اختلست النظر إلى داخل غرفة النسيج .
ياله من مشهد عجيب ذلك الذي رأته ! إن الجالس أمام النول لم يكن تلك الفتاة الصغيرة وإنما غرنوق أبيض جميل ، يستخدم ريشة الأبيض الناعم لحياكة القماش .
وفي ذلك المساء ، حين عاد الرجل العجوز إلى بيته ، خرجت الفتاة من غرفة النسيج وقالت : "إنني الغرنوق الذي أنقذته , لقد كنت أحيك القماش لأرد بعضاً من معروفك الذي تفضلت عليّ به في ذلك اليوم منذ زمن بعيد ولكن الآن ، وقد اكتشفتما أمري ، لم يعد بمقدوري البقاء معكما "
ندمت المرأة العجوز على فعلتها باختلاس النظر ، وب** الرجل العجوز بدموع حارة ، ولما عرفا أن ابنتهما لم تكن في الواقع سوى غرنوقاً ، فقد تفهما أن عليها أن تعود إلى بيتها ، هناك في أعالي السماء .
قالت الفتاة : "وداعاً ، وداعاً ، وحظاً سعيداً لكما" وفجأة تحولت إلى غرنوق أبيض ساحر جميل ، وحلقت بخفه نحو السماء بجناحيها الأبيضين الجميلين .
تعليقات
إرسال تعليق