قناة السويس ممر مائي صناعي طوله 193.3 كيلو متراً وعمقها 24 متراً وعرضها 205 متراً، علماً أن طولها عند الانشاء كان 164 كيلو متراً وعمقها 8 أمتار فقط، لكن أعمال التطوير زادتها الى هذا الطول، واستغرق بناء القناة ما يقارب 10 سنوات وافتتحت عام 1869.
قيمة القناة الاستراتيجية تأتي من كونها تربط البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، هذا الربط الاستراتيجي جعلها تصنف كأهم ممر مائي في العالم حيث تسيطر على ما يقارب 40% من حركة الملاحة البحرية في العالم.
أول أفكار تتعلق يشق قناة تربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر كانت عام 1310 قبل الميلاد، حيث أمر أحد ملوك مصر القديمة "الملك سنوسرت" بربط النيل بالبحر الأحمر، ثم أعاد إحياء الفكرة أحد ملوك الفراعنة، بعد ذلك كان هناك عدة مشاريع لقنوات تربط النيل بالبحر الأحمر.
من المؤلم جداً أن نعرف بأن أسس قناة السويس "قنوات مصر القديمة" ردمها أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي، وذلك لقمع تمرد نشأ في مكة والمدينة المنورة ضد حكمه والذي رأى أن أهل مصر يدعمونه.
فكرة قناة السويس الحديثة لم تكن لخدمة المصريين أو الدولة العثمانية، بل كان لخدمة الفرنسيين في صراعهم مع الإنجليز، فعندما اكتشف الانجليز طريق رأس الرجاء الصالح جعلوها حكراً لهم، فكان على الفرنسيين ايجاد منفذ جديد يربط أوروبا بالعالم.
حاول نابليون بناء القناة لكن معلومة خاطئة من إحدى مهندسيه جعلته يعتقد باستحالة التنفيذ.
وضع المهندس الفرنسي لينان دى بلفون بك مشروعاً لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين الأحمر والأبيض وأزال التخوف السائد من علو منسوب مياه البحر الأحمر على البحر المتوسط وأكد أن ذلك لا ضرر منه.
عندما تولى سعيد باشا حكم مصر في 14 يوليو 1854 تمكن دى لسبس - والذي كان مقرباً من سعيد باشا - من الحصول على فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول وكان مكونا من 12 بنداً أهمها حفر قناة تصل بين البحرين ومدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة.
تأميم قناة السويس؛ أي نقل الملكية من الحكومة الفرنسية إلى الحكومة المصرية مقابل تعويضات تمنح للأجانب. تم في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر وذلك في 26 يوليو عام 1956. وذلك بسبب رفض البنك الدولي تمويل الحكومة المصرية لبناء السد العالي. وكان تأميم قناة السويس سبباً للعدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر.
لا يوجد احصائيات دقيقة عن عدد الوفيات من العمال المصريين ممن رووا بدمائهم هذا المشروع الاستراتيجي، حيث انتشر بينهم وباء الكوليرا والجدري عدة مرات ويقال أن غالبية من كان يذهب لا يعود، بعض الاحصائيات العربية غير الموثقة تتحدث عن 120 الف وفاة نتيجة هذا العمل الشاق في ظروف غير صحية ولا آمنة، علماً أن عدد من عملوا منذ البداية إلى النهاية هو مليون ونصف.
قناة السويس خدمت البيئة البحرية، فهناك عشرات أنواع الكائنات التي هاجرت من البحر الأحمر للعيش في البحر الأبيض المتوسط، في حين كانت الهجرة في الاتجاه المعاكس محدودة.
دخل قناة السويس الحالي السنوي هو 5 مليار دولار
تعليقات
إرسال تعليق