أبو علاء رجلٌ مالي يتابع أمور الشركات المالية في الوزارات، ويعاني الصعاب جرّاء الوقوف في الطابور لإتمام المعاملات.
كان يوماً في مراجعةٍ لإحدى الشركات, وأخذ الدور يمر من أمامه وهو يلاحظ ذلك وهو واقفٌ منذ الصباح، فلما جاء دوره وبعد معاناةٍ من الإنتظار، قدّم الأوراق إلى الموظف المسؤول فنظر الموظف إلى أبي علاء وحدق في ملابسه حيث كان يلبس قميصاً وبنطال فقال أبو علاء : هل من شيء ؟, الموظف : معاملتك مرفوضة، أو انتظر ممكن أن تراجعني في الأسبوع القادم, فقال أبو علاء : لماذا يا رجل ؟ المعاملة مدققة، ولا أٍسمح بقرشٍ حرام, فقال له : قلت لك ارجع في الأسبوع القادم ولا تجادل, ثم نظر إلى شخصٍ ذي هندام ؛ يلبس بدلة وتفوح من ملابسه رائحة العطر النفاذ, فقام من مكانه وقال له : تفضل تفضل يا معاذ بيك، فنظر أبو علاء إلى الموظف نظرة احتقار وقال في نفسه : سألقنكَ درساً قاسياً .
فاستقل َ أبو علاء سيارته و ذهب مسرعاً إلى بيته ولبس بدلة أنيقة ورش عليها عطراً طيبا ، وذهب إلى مكان المراجعة والذي كان قريبا من منزله، ووقف في طابور المراجعة، فنظر إليه الموظف من بعيد وقال : تفضل يا سيد يا محترم , فذهب أبو علاء وقال : أريدُ تخليص هذه المعاملة, فقال الموظف : على راسي يا سيدي وهذا توقيعي، فنظر أبو علاء إليه نظرة كلها ازدراء وقال : أنا الذي كنت هنا قبل نصف ساعة يا سيد و صرخت في وجهي وقلت لي اذهب وعد بعد أسبوع ، وبديت ذا الهندام عني فقال الموظف : عفواً عفواً ماذا حدث ؟ فقال أبو علاء : ذهبت إلى المنزل وغيرت ملابسي , وأنت أيها المحترم تنظر إلى مظاهر الناس ولا تهتم بما هو أمامك من ورقٍ مقدم, فقال الموظف : اعذرني أرجوك أن لا تخبر أحداً, أبو علاء : لا بل سأخبر المسؤول عنك وهذا درس ٌ لك علمته إياك حتى تتعلم أن مكانك هذا أمانة وموافقتك على المعاملات أمانة، وتذكر أنك ستقفُ أمام الله ويسألك عن هذه المواقف، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم :» إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم «
هذا درسٌ تعلمناه في أن الأمانة غالية وأن لا ننظر إلى الآخرين على أساس مظاهرهم أو واسطتهم من مسؤول .
تعليقات
إرسال تعليق