تعرف الغيرة بأنها القيام بتصرفات سلبية بسبب شعورك بأنك على وشك أن تخسر شيئا تملكه ليملكه شخص آخر.
ويختلف الشعور بالغيرة عن الشعور بالحسد كونه غالبا ما يشمل ثلاثة أطراف وليس طرفين فقط كما هو الأمر في مسألة الحسد، فالغيرة تشملك أنت والشخص الذي لديه الشيء الذي تريده والشخص الذي يستعد لأخذ ذلك الشيء.
وتعد الغيرة من العادات غير الصحية والتي من شأنها أن تقوض أي نوع من العلاقات التي تربطك بمن هم حولك. لكن عليك أن تعي بأن شعور الغيرة يترافق دائما مع عدة مخاوف وتوقعات يصعب على المرء التخلص منها بسهولة وينبغي عليه القيام ببعض الجهود الجادة للتغلب على تلك المشاعر، وتتضمن هذه الجهود ما يلي:
• حدد الأسباب التي تثير في نفسك مشاعر الغيرة: قد تمر بك بعض المواقف التي من شأنها إثارة صورة أو احتمالية في ذهنك تثير في نفسك الفزع من ضمنها:
- قيام شريك حياتك بالتحدث مع أحد الأصدقاء أو زملاء العمل الذين ترى في نفسك أنهم أفضل منك في بعض الأمور.
- يشعر طفلك بانسجام أكبر عندما يكون برفقة صديق معين، الأمر الذي يثير في نفسك مخاوف بأنك لم تنجح بدورك كأب كما يجب.
- انشغال الوالدين بطفلهما الجديد الأمر الذي يجعل الطفل الأكبر يشعر بمخاوف الشعور بالتجاهل من قبل والديه.
- استمتاع أحد الأصدقاء مع صديق جديد ما يبعث الرهبة من قيام صديقك بتركك لمصلحة صديقه الجديد.
- حصول أحد زملائك في العمل على ترقية كنت تطمح لها، الأمر الذي يثير في نفسك مخاوف إمكانية الاستغناء عن خدماتك.
• احفظ لسانك: عندما تبدأ مشاعر الغيرة بغزو نفسك تجنب القيام بأي ردة فعل متهورة من شأنها زيادة الأمر سوءا، لا تقم بأي إشارة توحي بشعور عدم الرضا الذي تشعر به، ولكن حاول أن تقوم بعكس ما يقوم به من يشعر بالغيرة. فعلى سبيل المثال، لو أراد صديقك قضاء الوقت مع بعض الأشخاص، قم باقتراح أماكن يمكنهم الذهاب إليها. لو حصل زميلك على ترقية معينة لا تتردد بتقديم التهنئة له لتعطيه الشعور بأنك سعيد لأجله. حتى لو كانت تلك التصرفات تبدو غير معقولة بالنسبة لك، لكن تذكر بأن الغيرة تعد أبرز ما يمكنه الفتك بعلاقاتك مع من هم حولك.
• اعلم بأن الغيرة ما هي إلا مجموعة من توقعاتك الشخصية: عندما تبدأ تصرفاتك تميل نحو الغيرة فإن هذا التصرف لا يكون ردة فعل لسلوك الشخص الذي أثار هذه المشاعر في نفسك، وإنما يكون ردة فعل على ما تنطوي عليه تصرفات ذلك الشخص حسب اعتقادك أنت. أو اعلم في قول آخر بأن ردة فعلك تكون بناء على سيناريو في ذهنك يثير في نفسك مشاعر الخوف من فقدان ما تحب. إن ردة فعلك السلبية على ما تعتقد أنه الهدف من وراء تصرفات الشخص وأن هناك من يفوقك أهمية بالنسبة له غالبا ما تؤدي إلى شعور ذلك الشخص بأنك تشك فيه وبإخلاصه لك، وكلما زاد هذا الشعور لديه كلما ازداد شعور الغيرة في نفسك.
• اعمل على تقوية ثقتك بنفسك: غالبا ما تكون الغيرة نتيجة لعدم الشعور بالأمان وقلة الثقة بالنفس. وأحيانا تكون الغيرة بسبب خوف خفي في نفسك من قيام أحد الأشخاص الذين تحبهم بهجرك أو بتوجيه مشاعر حبهم نحو من هو أفضل منك. لو كان الأمر كذلك فإنه ينبغي عليك أن تعلم بأن سلوكيات الناس وطباعهم لا يجب أن تنعكس عليك. فالشخص الواثق من نفسه يعلم بأن تعرضه للرفض من قبل البعض لا يعني دائما أنه فاشل، وانما قد يكون السبب هو أن الشخص المقابل كان ضيق الأفق. وحتى لو تعرض للفشل في علاقاته مع البعض فإن هذا لا يعني أنه أقل قيمة من غيره، وإنما قد يعني ببساطة أن هناك ما يجب أن يتعلمه من أجل تقوية علاقاته مع الآخرين.
• توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين: قد يبدو لنا البعض بأنهم يمتلكون كل ما نحلم به، لكن دعنا نكون واقعيين ولنسأل أنفسنا هل هناك من يعيش حياة خالية من الصعوبات؟ قد تبدو حياة بعض الأشخاص، خصوصا الأغنياء ماديا، حياة مريحة للغاية لكنها قد لا تكون مرضية بالنسبة لهم وإن أظهروا العكس. لو قمت بالتعرف على أحد الذين تعتقد بأنهم يحيون حياة ناجحة من جميع الجهات، وقمت بالتقرب منهم أكثر فإنك ستجد بأن لديهم معاناتهم الخاصة ونقاط ضعف لا تعاني أنت منها، لكنهم يتفوقون عليك بأن حياتهم بحلوها ومرها لا ترتكز فقط على الخوف من شخص يأتي ليأخذ كل مصادر السعادة لديهم الأمر الذي يجعلهم يغارون من أي شخص يعتقدون أن هذا هو هدفه الحقيقي.
• لا تقنع نفسك بأن وقت من تحب يجب أن يكون لك: لو كنت تشعر بالغيرة في حال رأيت الشخص الذي تحبه أو تهتم به يقضي وقته مع شخص آخر اسأل نفسك كم من وقت أريد أن يخصصه لي الشخص الذي أحبه أو أهتم به؟ واعلم ان قضاء وقتا مناسبا معه يعد مقبولا إلى حد بعيد، وفي حال لم يكن هذا الشخص يمضي معك بعض الوقت فإن مخاوفك تكون شرعية ومستساغة، لكن لو كان يقضي وقتا طويلا معك لكنك لا تشعر بالاكتفاء وداخليا تتمنى أن تقضي كل الوقت معه، فاعلم أن هذا ليس صحيا وأنه ينبغي عليك البحث عن أشخاصا أو نشاطات أخرى يمكنها تعبئة وقتك.
•مشكلة في الثقة: لو كان من السهل أن يغزوك شعور الغيرة فاعلم أن ثقتك بالآخرين قد لا تكون قوية بما يكفي. غالبا ما تكون ثقتك بالاخرين قد تعرضت لهزة ما في الماضي ولا شعوريا تقوم حاليا بتوجيه مخاوفك نحو شخص معين تجنبا للتعرض لصدمة جديدة. وهنا يجب عليك أن تسأل نفسك، هل قام هذا الشخص بعمل أفقدك الثقة به؟ لو أجبت بكلمة لا فإن هذا يدعوك لأن تشكر هذا الشخص بدلا من الغيرة عليه ولو أجبت بكلمة نعم فاعلم أن الوقت قد حان لمسامحته بدلا من ترك الغيرة تدمر علاقتك به بشكل تام.
تعليقات
إرسال تعليق