امتنع شبان اليهود الحريديم* دائما عن التجند للجيش في الدول الأوروبية التي عاشوا فيها. وبعد قيام إسرائيل استمروا في الامتناع عن التجند للجيش الإسرائيلي.
ويعود ذلك إلى عدة أسباب بينها صعوبة الحفاظ على تعاليم وفرائض الشريعة اليهودية في الجيش والإغراءات التي يتعرض لها الشاب الأعزب. كذلك تعتبر النظرة الحريدية أن الشاب في سن 18 عاما لا يزال منهمكا في الدراسة في الييشيفاة، ويتعين عليه في هذه الفترة من حياته اكتساب ثقافته التوراتية. والسبب الثالث أن الحريديم يرون بأبناء الييشيفوت (جمع ييشيفاة) أنهم بمثابة "سلاح روحاني" يحمي "شعب إسرائيل" ليس أقل من السلاح العسكري، وينظرون إلى تجنيد شبان الييشيفوت على أنه أشبه بجندي يفر من وحدته إلى وحدة أخرى. ويعارض المجتمع الحريدي الليتواني تجند الشبان للجيش حتى في سن متقدمة أكثر، من منطلق أن على الإنسان تخصيص كل حياته لدراسة التوراة.
وفي نهاية سنوات التسعين من القرن الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي بتشكيل وحدة عسكرية مخصصة للحريديم. وكانت أول وحدة كهذه هي كتيبة "هناحال هحريدي"، التي تم تسميتها لاحقا باسم "نيتساح يهودا" وهي كتيبة تعمل في الضفة الغربية. كذلك تمت إقامة أطر عسكرية أخرى لاستيعاب الحريديم في أسلحة الجو والبحرية والمخابرات. ولا تخدم الفتيات في هذه الوحدات. رغم ذلك بقي إقبال الشبان الحريديم على التجند للجيش ضئيلا ولم يتجاوز عدد الحريديم في الجيش 2500 جندي وفقا لمعطيات العام 2010.
وأثار امتناع الحريديم عن التجند للجيش معارضة واستياء واسعين لدى الجمهور الإسرائيلي. كذلك عبر سياسيون وحقوقيون عن معارضتهم لقانون سنه الكنيست في العام 2002 لتنظيم خدمة الحريديم في الجيش. ويمنح هذا القانون، الذي يعرف باسم "قانون طال"، الحريديم إعفاءات وامتيازات في الخدمة العسكرية، ما زاد المعارضة له بين الجمهور العلماني.
معنى كلمة حريديم الذين يهابون الله
تعليقات
إرسال تعليق