القائمة الرئيسية

الصفحات



في أحد أيام الشتاء القارص كانت نملة تسير في الطريق فصادفتها دجاجة جائعة تترنح من شدة الجوع .



نظرت النملة الى الدجاجة نظرة استغراب واحتقار وقالت لها: ويحكم يا معشر الدجاج فأنتم لا تملكون مقومات الحياة الحقة تجوعون في الشتاء لأنكم لا تحتاطون لمؤونتكم كما نفعل نحن.

فردت عليها الدجاجة بخبث ودهاء وقالت :لا أصدق ما تقولين. فهل حقاً يا معشر النمل الصغير الحقير تدخرون طعاماً وأنتم على ما أنتم عليه من ضعف وقلَة حيلة ؟

 قالت النملة : إن شئت فاتبعيني أيتها البلهاء حتى أريك الطعام الذي ندخره في كل عام وتصدقي مقالتي عسى أن يكون ذلك مشجعاً لك في العمل والكد والمثابرة.

مشت الدجاجة خلف النملة حتى وصلا معاً الى مملكة النمل فوجدت الدجاجة خيرات كثيرة من حب الشعير والقمح والسمسم والعدس, لم تتمالك الدجاجة نفسها من شدة الجوع وأخذت تأكل بنهم شديد من تلك الخيرات حتى ملئت حوصلتها. 

كان باستطاعة الدجاجة أن تأكل المزيد أو أن تدل جيرانها الأقربين على ذلك الكنز الوفير ولكنها أبقت على بعض الطعام حتى يتسنى للنمل أن يقتات ولا يموت ليجمع مرة أخرى مزيداً من الطعام لتعود الدجاجة اليه من جديد وتأخذ حصتها من جهد غيرها لتبقى معتمدة على جهود الغير وأتعاب الآخرين .

 وهكذا كان فقد تعودت الدجاجة على الاستيلاء على طعام وأرزاق مملكة النمل الضعيف كلما لمّت بها ملمّة أو أحاطت بها إحاطة او صعقت بها صاعقة . 


.
Reactions

تعليقات