القائمة الرئيسية

الصفحات

الشخصية الوقحة: كبف تتعامل معها؟


هذه بعض الملاحظات المستمدة من خبرات في التعامل مع هذا النوع من الشخصية:


 تستمد الشخصية الوقحة قوتها من وجودها في وسط جماعة فان خرجت عن الجماعه تفقد قوتها تماماً وتحاول ابعاد من حولها بهالة مصطنعة تنجح كثيراً مع من لا يعرفها جيداً ..

  الشخصية الوقحة هي شخصية ضعيفة جداً ، وتشعر في داخلها بنقص شديد مما يجعلها تلجأ لأسلوب استفزاز الأخرين والغطرسة وخصوصاً أن شعرت ان  احد الأشخاص يفوقها في صفة ما ، فتلجأ إلى محاولة تحقيره حتى تسد النقص الحاصل في شخصيتها ، وايضاً تستطيع السيطرة على الموقف  في حال كان اللقاء عابراً ..

 في حال كنت مضطراً للتعامل مع شخصية وقحة بإستمرار مثل مكان العمل ، فسوف تلجأ الشخصية الوقحة للأسلوب الإستفزازي من اجل امر تعتقد انه مكسب لها ، وهو السيطرة عليك والتخفيض من مستوى انتاجك فغالباً سوف تعاملك بهذا الشكل حتى لا تبرز أكثر منها ، فأنت في نظرها منافس محتمل ، صحيح ان الشخصية الوقحة ليست شخصية ناجحة ، لكنها لا تريد ان يتجاوزها احد او تجد من يشيد بأحد غيرها ! ، فإن شعرت ان هناك من يستفزك باستمرار بدون سبب ، فثق تماماً أنه يشعر بعقدة النقص حين يراك ، ويريد ان يحبط معنوياتك حتى تبدو تحته لا فوقه كما يعتقد هو !

 تعتمد الشخصية الوقحه في نجاحها على ردة فعلك ، فطالما انت تتجاوب مع إستفزازتها سوف ترى علامات النشوة الهائلة على وجهها ، بل لا تحاول حتى ان تسأل صاحب هذه الشخصية عن السبب الذي يجعله يتصرف معك هكذا ؟ لأنه سوف يسخر من تفكيرك بل قد يجعلك تخجل من أنك فكرت في انه يتعمد ايذاءك نفسياً ، بينما في الحقيقة يكاد يتشقق من الفرح لأنك اخبرته دون ان تعرف انه قد حقق هدفك وقد بدأ يشغل بالك ، اما ان كانت مقابلتك له عابرة كما حدث معي ، فسوف يفسر استفهامك انه انزعاج منك وسوف يحاول حسم الموقف في وقتها لأنك بالنسبه له شخصية عابرة عكس مكان العمل فأمامه الوقت الطويل لإخراجك عن طورك ، وشعاره الأيام بيننا !

 ان قابلت هذه الشخصيات في مكان عام ، ارسم ابتسامة واسعه وهادئة وباردة ،  وأن استوعبت النقاط كلها جيداً سوف تجد هذه الابتسامة ترتسم تلقائياً  ، لأن الإبتسامة تنجم عن شعورك بالنشوة انك تعرف جيداً لماذا يتصرف هذا الشخص هكذا ! ، فأن ادركت انه مجرد شخص جبان لايقوى على مواجهتك ، فهل سوف تلقي له بالاً بعد الأن ؟

 لا تجهد عقلك وتسأل  نفسك عن الطريقة الصحيحة للثأر لنفسك من هذه الشخصيات، فأكبر صفعه توجهها لها ، هو أن لا ترد عليها بتاتاً، ورحم الله الإمام الشافعي الذي  تعب من الخبث الذي رآه في بعض هذه الشخصيات ، فكتب بيت الشعر الشهير

إذا نطق السفيه فلا تجبه ……… فخير من إجابته السكوت

فــإذا إجبـته فرجت عنـه ………. وإذا تركته غيظــا يمــوت

 التجاهل والصمت سلاح فعال في التعامل معهم ، فمن يعاملك بهذه الطريقة يستشيط غضباً لتجاهلك ، وأعتقد ان من يتحدث مع الاخرين بوقاحة عليه أن يتحمل نتيجة افعاله حتى لو كانت عدم الرد عليه والذي يعتبره هو إهانه له ، وهذا امر طبيعي لانه في الأصل كما قلنا ل ايتعامل مع الناس بوقاحة إلا من شعوره بالنقص ، وحين لا ترد عليه فقد جعلته يؤذي نفسه بنفسه !

واستذكر هنا حلم النبي صلى الله عليه وسلم  الشديد مع هذه النوعيه من البشر، مثال ذلك الذي كان يلقي بالقاذورات عند باب منزله فكان يبعدها ولا يحاول حتى أن يسأله عن سر وقاحته ورميه للقاذورات عند بابه هكذا ؟

كذلك اليهودي الذي اعتدي عليه وهو يتصدر المجلس ، وقام بمسكه من إزاره وقال له اعطني نقودي يا محمد ، حتى كاد عمر ان يقطع عنقه لشدة ما راى من وقاحة ذلك اليهودي وقتها ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحاول الرد بتاتاً على حركة ذلك اليهودي بل أمر الصحابه بتركه وان يعطوه ماله الذي لم يأت وقت سداده اصلاً  ” رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمكنه أن ينهره ويقول له لم ينقضي دينك حتى تأتي وتحدثني بهذه الطريقة الوقحة ؟ “


وقد جاء في الحديث النبوي (ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً)

كذلك الآية الكريمة (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)

Reactions

تعليقات