ويل لمن انطبق عليه قول الحق ورسوله فعد من «الغلولين».. فويل لكل «غلول» ولكل قبيض وويل لكل راش ومرتش ورائش!
«الغلول» هو الخيانة المطلقة بكل أشكالها، بما فيها الراشي والمرتشي ومعهما الرائش (وهو الوسيط بينهما). و«الغال» لفظ يطلق على كل من استغل وظيفته فاستفاد منها وأفاد ربعه وحاشيته والموالين له. ويستعمل ايضا لمن خان او اهمل وظيفته المؤتمن عليها، حتى ان الله ورسوله حذرا كثيراً من جزاء «الغلول» في الدنيا والآخرة.
«الغلول» فعل آثم آثم، لو ابتعد عنه المسلمون لما انحدروا الى ما انحدروا إليه من تأخر وظلمة وفساد، فكم من رئيس أو مرؤوس، وكم من عالم دعي، ونائب منافق رفع راية مكافحة الفساد، فكل «غال» منهم سيكبّ على وجهه في النار.
فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول. وقال: من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول. وقيل إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استعمل رجلا على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حَاسَبه فقال: هذا مالُكم وهذا هدية. فقال صلى الله عليه وسلم: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك.
و«الغلول» ينطبق على من كتم شيئاً حصل عليه في عمل لم يكن يتوقع الحصول عليه ممن كلفه. فروي عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- انه قال: يا أيها الناس من عمل منكم لنا على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه، فهو غل يأتي به يوم القيامة،.. حتى قال: من استعملناه على عمل فليأت بقليله وكثيره، فما اوتي منه اخذه وما نهي عنه انتهى. وقال في من سرق أرضا بغير حق: أعظم الغلول عند الله عز وجل ذراع من الأرض، تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعاً، فإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين الى يوم القيامة مرتين. كما أنه قال: من يأخذ مالاً بحقه يبارك له فيه، ومن يأخذ مالاً بغير حقه فمثله مثل الذي يأكل ولا يشبع. وقال الله تعالى: «وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم: من مات وهو بريء من ثلاث: الكبر والغلول والديْن دخل الجنة. وقال الله تعالى: «وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ». أما معاذ بن جبل فقال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما سرت أرسل في أثري، فرددت، فقال: أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئا بغير إذني فإنه غلول، ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة، لهذا دعوتك، فامض لعملك.
تعليقات
إرسال تعليق