القائمة الرئيسية

الصفحات

تأثير ترويج الاشاعات على العلاقات الاجتماعية



الاختصاصي الاجتماعي د.حسين محادين، يقول إن هذا النوع من الأحاديث له مستويان، الأول على صعيد الأفراد، ويندرج تحت باب الفضول المبالغ فيه، والرأي
المستدام، وأحياناً اغتيال الشخصيات، في قضايا تمثل دهشة بالنسبة للمتلقي.
أما المستوى الثاني فهو على المستوى السياسي الجمعي، ولعل السبب الرئيسي لانتشار هذه الأحاديث هو عدم وجود مصدر موثوق فيه، لتأكيد أو نفي ما قيل.
لذلك نجد دائرة الاهتمام بهذه الأحاديث أوسع بكثير من غيرها، ولأن علاقة الناس مع الخطاب الحكومي عادة، قائمة على ضعف المصداقية بين هذا الطرف وذاك، وهو ما يجعل فرص تضخيم المعلومات المتداولة تتكاثر، لتتحول إلى ما يشبه كرة الثلج التي تبدأ صغيرة ولكنها ما تلبث أن تصبح ضخمة.
الاختصاصي الأسري أحمد الشيخ، يرى أن الأمر له علاقة بالبيئة والتربية، إلى جانب "التربية الخفية"، أي ثقافة الانفتاح التي نعيشها.فلا يوجد توثق من الخبر، والخبر يغلب عليه الإشاعة والزيادات، والحال أن الشخص الناقل هو من يخلق أحيانا هذه الزيادات.
ويشير إلى أن ثقافة حفظ اللسان غير موجودة في مجتمعنا، فنقل الخبر، ومن هو الشخص الذي يتم نقل الخبر إليه، وما مدى صحة الخبر، والطريقة التي ينقل بها الخبر، كل هذه الأشياء لا يتم التقيد فيها في المجتمع، حتى صار الجميع يتحدث عن الجميع.
ويعتبر الشيخ أن هذه السلوكيات ليست مقتصرة على جنس دون الآخر، فقد يقال أن جلسات النساء أكثر تناقلاً للأخبار، ولكن هذا لا يعني أن مجالس الرجال تخلو من مثل هذه الأشياء ويلفت الشيخ إلى أن التأثر بثقافة نقل المعلومة، خصوصاً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ينعكس على الحياة العادية، ما يجعل ثقافة النشر عبر الإنترنت تنتقل إلى الحياة العادية.
ويذهب اختصاصي الطب النفسي د.جمال الخطيب إلى أن الإنسان عندما يروي قصة سمِعها، فهو على الأغلب سيسقط جزءا منها على شخصه، لكونه يتأثر بها إلى حد من الحدود، أو يسقط جزءا من شخصيته عليها. 
ولذلك فهو يفسر القصة بالطريقة التي تعكس ذلك الجزء منه، وبالتالي فهو ينقلها مشوهة، ومن حيث لا يدري.
ويعتبر الخطيب أن الأصل في الإنسان أن يكون صادقا وينقل الشيء تماما كما هو، من دون أي نقص أو زيادة، مبينا أن التهويل أمر موجود منذ زمن طويل، ولا يعتبر شيئاً جديدا أو طارئاً على أي مجتمع من المجتمعات.

Reactions

تعليقات