القائمة الرئيسية

الصفحات

جلال الدين ابن الرومي: الرباعيات


طوالَ النهارِ والليلِ, لَحنٌ,
نَيِّرٌ, هادئ...



طوالَ النهارِ والليلِ, لَحنٌ,
نَيِّرٌ, هادئ
غِناءُ مِزمارٍ .
لو خَبا, نذوي .
-
يمتدُّ هذا الليلُ حتى الأبَد,
وكأَنهُ نارٌ في باطنِ الرفيقِ تَتَّقِد .
أعرفُ صادقاً أن هذا هو الهَناءة .
غافلاً أنه الأسى, وافتقارُ الجراءة .
-
مَناخلٌ هي الأيامُ كي تُصَفّيَ الروحَ,
تكشفَ النَجَس, وكذا
تُبينَ النورَ لثُلَّةٍ يرمونَ
بهاءَهُم إلى الكون .
-
هل الحياةُ لِتَفنى ؟ يَهِب اللهُ أُخرى .
مَجِّد المُطلَق , وسَلّم بالمُقَيَّد .
العِشقُ نَبعٌ , فانغَمِر .
كلُّ قَطرةٍ تَنفَصِل, عُمرٌ مُستَجَدّ .
-
حَسِبتُ أنّي حَكَمتُ نفسي ,
فأَسَّيْتُ على زمانٍ قد مَضى .
آخذاً في اعتباري, شيئاً وحيداً أعلَمُه
لستُ أدري مَن أنا .
-
لا حُبٌ أفضَلَ من حُبِّ بدونِ حبيب,
ليسَ أجلَ من عَمَلٍ صالحٍ دونَ غاية .
لو يُمكِنكَ أن تتخَلّى عن السوءِ والحِذقِ فيه,
فتلكَ هي الخُدعَةُ الماكرة !
-
واصِلِ التَجوالَ رغمَ أنه لا مكانَ لكي تَصِل .
لا تُجَرّب أن ترومَ مراميَ الأبعادِ .
ليسَ هذا لآدميٍ , فارحَلْ إلى باطِنكَ ,
ولا تَمِل لطريقٍ الخوفُ يُجريكَ تَمضِي عليه .
-
تَبسِمُ الوردةُ من طولِ تَحديقي,
انشِداهي دواماً لما تَعنيهِ وردة,
ومَن يَملِكُ الوردةَ,
أيّاً مثلُ ذلكَ يُضمِر .
-
لا تُسْدِ نُصحاً كريماً إليَّ .
لقد ذُقتُ من شَرّ الحادِثاتِ .
واحتَجَزَتني في مكانٍ غير معروف, مُصَفَّداً مَكموما,
ليسَ لها أن تَعقِلَ ما حُزتُ من عِشقٍ جديد .
-
في مَسلَخِ العشقِ, يَقتُلونَ الأفضل فحَسبُ,
لا الواهن ولا الشاين .
فلا تُولّي الأدبارَ من مِيتَةٍ هكذا .
مَن لم يَمُت بالعِشقِ فهو جِيفَة .
-
غَرسْتُ وَرداً, لكنهُ من دُونِكَ استحالَ شَوكاً .
رَقّدْتُ بَيضاً لطاووسٍ , فحَوى ثعابينَ .
عَزَفتُ على قيثارةٍ, فَسَدَت الألحانُ .
ارتَقيتُ إلى السماءِ الثامنة . فكانَت سُفْلِيَّ جَهَنَّم .
-
تنشُرُ ريحُ الصُبحِ فَوحَها النَضِير ,
لابدّ ننهَضُ كي ننشُقَه,
تلكَ الريحُ تجعَلُنا نعيش .
فتَنَسَّم, قبلَ أن تنقَضِي .
-
لأني قد غِبتُ عنكَ,
أدري فقط كيفَ أبكي,
كمِثلِ شَمعةٍ, بَدِيدُها ما أكونُ .
كمِثلِ قِيثارَةٍ, أيّ صَوتٍ أُهيّؤُهُ نَغَم .
Reactions

تعليقات