إسراء الردايدة- جملة لا ينفك ترديدها من قبل الناس وهي؛ "أنا متعب"، وهي العبارة
التي يرثي فيها الكثيرون حالهم يوميا، وهم منهكون بأعباء يومية وتعب مزمن وتوتر، وفقا لمركز مراقبة الأمراض والوقاية الأميركي.
وبحسب المركز، فإن نحو ثلث الأميركيين البالغين يعانون حرمانا من النوم، فكيف بباقي العالم، والحقيقة أن التثاؤب لا يعني أنك لا تحصل على قسط كاف من الراحة، وللشعور بها لا بد لك من أن تحل وتفرز كل المشاكل التي تتغلب عليك وتتركك في هذ الحالة، فهي مشكلة واحدة وعدة أسباب مع حلول محتملة يمكنك تطبيقها للتغب على حالة التعب التي تغزوك:
- شعور عادي بالنعاس؛ إذ تشعر وكأن هناك ضبابا يلف دماغك، ومن المستحيل أن تبقي جفونك مفتوحة.
والسبب في هذا الشعور، هو أنك تحصل على ساعات نوم أقل من التي تحتاجها، وهي سبع، علما أن هذه الحاجة تختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يحتاج لتسع ساعات حتي يكون مستيقظا تماما، بحسب National Sleep Foundation.
ويوضح د.مايكل بروس، وهو زميل في أكاديمية الطب الأميركية للنوم، ضرورة عدم حرمان النفس من النوم وتحديدا بعد التاسعة مساء، لأن الجسم يبدأ بالتحول لحالة أقل حيوية وتتراجع حركة الأيض من أجل الحفاظ على الطاقة، ويصبح الفرد في حالة يقظة أقل. والعلاج لكل هذا، بحسب بروس، هو إعادة ضبط ساعة النوم الخاصة بك، فلا يكفي أن تنام بشكل كبير في الليل وأنت منهك، فالذهاب للسرير والاستيقاظ كل يوم في الوقت نفسه، يعد أفضل حل للحصول على نوم مريح وإعادة دورة النوم لوضعها الطبيعي، للتناغم مع الاستيقاظ البيولوجي، وهذا بالتالي ينظم إنتاج الميلاتونين ويدرب الدماغ على طلب الراحة وإدراك الحاجة للطاقة، ما يقلل من حالة انسدال الجفون خلال النهار والحفاظ على مستوى الاستيقاظ عاليا.
- منهك عاطفيا؛ إذ تشعر وكأن حواسك كافة بحالة من الملل، التي تدفعك للنعاس ولكنها حالة مختلفة تتركك منهكا ولا مجال سوى للنوم. والسبب في هذا هو التوتر؛ إذ إن هرمون التوتر الكورتيزول يكون مطلقا في أنحاء الجسم، ويتداخل مع المرخيات العصبية التي تعرف بالسيرونونين، وكنتجية لكل هذا تتركك في حالة وكأنك تجر نفسك ومنهك.
وبحسب د.ديفيد كاتز من مركز أبحاث الوقاية بجامعة ييل، فإن القلق المزمن والأوضاع العاطفية المتقلبة ومكافحة المزاج التي تنتقل من حالة إلى أخرى تترك الجسم والعقل منهكين تماما وتتعب العضلات مع ارتفاع مستوى التوتر.
والعلاج لهذه الحالة هو مقاومة الزحف إلى الفراش، وبدلا من هذا، قم بفعل شيء ما يتصدى للقلق في الجهة الأولى، بحسب كاتز؛ مثل تمضية وقت مع صديق وحتى المشي أو ممارسة تمارين خفيفة وأي نشاط يحول التركيز الذهني من حالة القلق لأخرى مختلفة تماما تعكس سير هرمونات التوتر وتخفض من مستوى الكورتيزول، ليبدأ الشعور بالانتعاش ببطء يتسرب إليك، وهذا سبب يدفعك للنوم في هذه الحالة كون مستويات السيروتونين عادت لوضعها الطبيعي، ما يمكنك من الاستغراق بالنوم براحة بدون الشعور بالإنهاك لاحقا.
- خال من الطاقة، فتشعر وكأنك ضعيف بدون حيل من غير سبب واضح ولا حيوية فيك رغم حصولك على قسط كاف من النوم.
ربما يكون السبب في هذه الحالة مرتبطا بمشاكل التنفس خلال النوم، والتي تحجب مجاري التنفس الخاصة بك خلال النوم، وبالتالي تقطع دورة النوم وتؤثر فيها، ما يعني وقتا أقل من النوم العميق. وقد تكون مرتبطة بحالة جدية وخطيرة من خلل في الغدة الدرقية، وهذا يتطلب مراجعة اختصاصي، والمرأة عرضة أكثر لهذه الحالة من الرجل، خصوصا وأن الغدة تتحكم بكل شيء مرتبط بعملية التمثيل الغذائي للجسم ودرجة حرارته، وإن حصل خطأ فيها يكون التعب من أبرز الآثار التي تتركها خصوصا خلال النوم. وعارض آخر ربما يحضر وهو فقر الدم ونقص في خلايا الدم الحمراء أو الهيموغلوبين الذي يحمل الأكسجين، وحينها تعاني أنسجة الجسم من عدم الحصول على قسط كاف من الهواء، لذا تشعر بالنعاس والدوخة لاحقا وحتى فقدان الطاقة والحيوية.
العلاج، هو جدولة مراجعة للطبيب أولا، خصوصا إن كنت تشعر بأن عظامك متكسرة ولديك آلام في أرجاء الجسد حتى بعد النوم لفترة كافية والحصول على وجبات طعام صحية، والتي عادة ما تكون السبب، بحسب بروس، وتعزز النوم لاحقا بعد اتباع نمط غذائي صحي لائق، وأكثر الأمور خطورة تحل دوما بعد تشخيصها، ولكن لا تتجاهلوا هذه العلامات.
- منهك جسديا، وتشعر بتعب يعم أجراء الجسد: السبب في هذه الحالة هو استخدام الجسم في طرق لم يتعودها من قبل؛ مثل الإفراط في التمرين في النادي أو نقل أحمال ثقيلة في المنزل أو العمل، وحتى تمضية اليوم بأكمله في عطلة حزينة والبكاء لساعات طويلة من الحزن، ما يترك الفرد منهكا بعد هذه الحالة لأيام.
العلاج يكون من خلال منح الجسم فترة من أجل استرداد عافيته وتأجيل أي نشاط من الممكن أن يضاعف هذه الحالة على الأقل لـ24 ساعة حتى يخف وجع العضلات.
- تتراجع بعد وجبة الغداء، تشعر وكأنك فجأة مترنح وجسمك متراخ: السبب يكمن في أن الجسم ربما يتعامل مع وجبة أكثر من المعتاد، خصوصا إن كانت وجبة من الكربوهيدرات الثقيلة والأكثر احتمالا أنها تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والبروتين لتسبب للجسم موجة من تقلبات الانسولين والسكر في الجسم وارتفاع حاد في مستوى السيروتونين.
العلاج، احرص على تناول وجبة في منتصف النهار بحجم معتدل وليس كبيرا على الإطلاق، وتجنب السكريات المضافة والكربوهيدرات البسيطة، واتجه للخضراوات في هذه الفترة من النهار والقليل من البروتين، بحسب خبير التغذية كيري الآن غلاسمان ومؤلف كتاب
The New You (and Improved!) Diet، مبينا أنه إن احتجت إلى شيء من الكربوهيدرات الثقيلة، فاختر الخضراوات النشوية مثل البطاطا الحلوة.
تعليقات
إرسال تعليق