القائمة الرئيسية

الصفحات




في الوقت الذي يعد الذهاب إلى النوم عادة طبيعية تسير بسلاسة لدى معظم الناس، إلا أنه أمر مفزع لدى البعض، فالشعور بالقلق بشأن النوم هو في الواقع أحد أشكال القلق، وذلك وفقا لما ذكره الطبيب النفسي أليكزاندر أوبولسكي، وهو اختصاصي بالصدمات والضغوطات النفسية وأستاذ مساعد في الطب النفسي السريري في كلية الطب في جامعة نورثويستيرن في شيكاغو.


وأضاف موقع WebMD الذي ذكر المعلومات السابقة أن بعضا من كبار السن، على سبيل المثال، يصابون بالقلق نتيجة لانخفاض ما يحصلون عليه من النوم؛ حيث يعتقدون أن ما يحصلون عليه من ساعات نوم لا يعد كافيا لهم، إلا أنه من الطبيعي أن يحتاج كبار السن لعدد أقل من ساعات النوم مقارنة بالشباب.



وذكر الطبيب ماثيو إدلند من مركز سيركاديان مديسين في فلوريدا أن قلق النوم غالبا ما ينتج عن اضطراب في النوم. ويشار إلى أن الأرق هو أكثر الأسباب شيوعا للقلق، ذلك بأنه يتملك الشخص إن لم يحصل على المقدار الذي يحتاجه من النوم. أما ما يحدث بالفعل، فهو أن القلق بشأن النوم يزيد الأرق سوءا، حسبما ذكر الطبيب إدلند الذي أوضح أن النوم أصبح بمثابة واجب أو مهمة. فالتفكير المتواصل بضرورة النوم يجعل من النوم أمرا صعبا بسبب ما يسببه هذا التفكير من توتر.



ولفتت دكتورة علم النفس شيلبي هاريس، من مركز اضطرابات النوم والاستيقاظ في نيويورك سيتي، أن الكوابيس المزمنة هي سبب آخر لقلق النوم. وأضافت أنه على الرغم من أن الأطفال أكثر عرضة، إلا أن البالغين، وخصوصا مصابي اضطراب ما بعد الصدمة، يرون الكوابيس أيضا.



كما تؤدي الأمراض العضوية في بعض الأحيان إلى قلق النوم. فمصابو انقطاع التنفس أثناء النوم، على سبيل المثال، يخافون النوم لقلهم بشأن حدوث أعراض هذا الاضطراب وهم نائمون، ما يؤدي إلى إيقاظه لهم لعدة مرات في الليلة الواحدة.



وأوضحت هاريس أن قلق النوم لدى مصابي انقطاع التنفس أثناء النوم يعد أمرا نادرا، إلا أنه قد يصيب الشخص في الفترة الأولى من تشخيصه، وخلال انتظاره للحصول على الأداة المعالجة،‎ ‎وهي جهاز ضخ الهواء الموجب المتواصل "CPAP".



أما عندما يصبح هذا الاضطراب تحت السيطرة، فإن المصاب يعود لينعم بنوم هادئ كونه مطمئنا على أنه لن يعاود الاستيقاظ لمرات عديدة أثناء نومه.



يعد الالتزام بأساليب النوم الصحي عاملا مهما للتخلص من مشاكل النوم. وتتضمن النصائح المتعلقة بالحصول على نوم صحي ما يلي، بناء على ما ذكره الموقع المذكور وموقع www.sleepanxiety.org:

- اذهب للفراش واتركه في الوقت نفسه يوميا، حتى في أيام العطل.

- لا تأكل ولا تشرب ما يحتوي على الكافين لـ 4 إلى 5 ساعات قبل موعد نومك.

- تجنب تناول وجبات كبيرة قريبا من موعد نومك.

- تجنب القيام بالتمارين الرياضية لساعتين قبل موعد نومك.

- احرص على أن تكون حجرة نومك هادئة ومعتمة وغير حارة.



وفضلا عن أساليب النوم الصحي، ينصح بتغيير الأفكار المتعلقة بالنوم. فقلق النوم، كجميع أنواع القلق، يتعلق بنظرة الشخص إليه. فبدلا من التفكير مرارا وتكرارا بمضار قلة النوم، فيستحسن أن يذكر الشخص نفسه بأنه من الطبيعي أن تمر على أي شخص ليال لا يحصل فيها على ما يحتاجه من النوم أو يكون نومه متقطعا.



أما في حالة عدم النوم مع كل الأساليب المذكورة، فينصح الشخص بترك سريره وعمل شيء "ممل،" كقراءة كتاب ممل، على سبيل المثال.



ومن الجدير بالذكر أنه ينصح بالالتزام بنظام معين يساعد على الاسترخاء قبل النوم، وذلك للمساعدة على الحصول على نوم هادئ. وتتضمن الأمور التي ينصح بالقيام بها يوميا قبل النوم أخذ حمام دافئ وممارسة أساليب الاسترخاء القائمة على أخذ أنفاس عميقة، وفق ما ذكره إدلند.



قد لا ينجح أي من الأساليب المذكورة في منح البعض نوما هادئا، لاسيما مصابي الكوابيس المزمنة والأرق. فعندها يجب اللجوء للطبيب النفسي، حيث يعالج الأرق إما بالعلاج المعرفي السلوكي أو بالأدوية. أما الكوابيس المزمنة، فمن ضمن أساليب علاجها إعادة صياغة الكابوس، حيث تتم خلال اليوم كتابة الكابوس وإعادة صياغته بأسلوب جديد. كما وقد تعالج بالأدوية. وفضلا عن ذلك، فيجب الشروع باستشارة الطبيب إن كان هناك سبب عضوي يعيق النوم، كانقطاع التنفس أثناء النوم أو غير ذلك ليقوم بتقديم العلاجات المناسبة.

ليما علي عبد 
Reactions

تعليقات