القائمة الرئيسية

الصفحات

"لا": عود نفسك على قولها عند اللزوم

                                            
لا بد أنك وضعت في موقف محرج ذات يوم عندما طلب منك أحدهم أن تقوم بعمل شيء ما له فقمت بهذا رغما عنك، فقط لأنك شعرت بالخجل منه وكان لا بد أن تقول "نعم" و"حاضر".


لكن أتذكر كم عانيت في ذلك الوقت؟ وكم تعطّلت فعلا وقمت بتأجيل أمور مهمة، وأعدت وضع جدولك وخطتك بسبب هذا الطارئ؟ وكم كنت منزعجا أثناء قيامك بتلك المهمة؟
قد تكون وافقت على ما طلب منك رغبة في الإسراع من التخلص من إلحاح الشخص المقابل، أو لئلا تشعر بالذنب تجاه شخص طلب منك المساعدة، أو لأنك لا تملك القدرة على الاعتذار وتنقصك الثقة بالنفس، أو خوفا على نفسك بألا تجد من يساعدك عند حاجتك للمساعدة، أو قد تكون خائفا أن يغضب منك الآخر وتخسره.
اعلم أن إرضاء جميع الناس شيء مستحيل وأن عليك أن تقول "لا" بقدر ما تقول "نعم" وأن هذا شيء طبيعي. فعندما تقول "لا" فهذا يساعدك على بناء ثقة أكبر وأكبر بنفسك، وتقليل همومك وتخفيف المجهود العضلي والعصبي الناجم عن توترك وعدم رضاك عما يحدث أو حتى شعورك بأن شخصا ما استغلك. كما يجعلك تتحكم أكثر بوقتك وتجد وقتا للراحة وللعلاقات الاجتماعية.
كيف تقول "لا"؟
فكّر أولا لتعرف ما إن كنت لا تريد أو لا تستطيع فعل ما يطلب منك فعلا أم لا. فإن كنت مشغولا فعلا، أو مرهقا، أو تحتاج لبعض الوقت لقضائه مع نفسك أو حتى لمشاهدة التلفاز، أو أن هذا الشخص الذي يطلب منك أن تفعل له شيئا ما هو إلا شخص متطلب ولحوح ..، فلا تتردد أن ترفض ذلك:
- استمع لما يريده الشخص الآخر منك دون أن تقاطعه حتى لو كنت قد قررت ألا تنفذ ما يريد منك؛ إن قاطعته قد يفهم أنك تمتنع عن تقديم المساعدة له بشكل نهائي وإلى الأبد.
- اعتذر عما يطلب منك بأدب لكن بثقة وحزم حسب الموقف وعلاقتك مع هذا الشخص الذي يطلب منك أمرا ما. لا تبالغ بالاعتذار واحذر أن تبالغ بالحزم كذلك فتبدو متكبرا. إياك أن تتردد أو ترتجف أو حتى ترفع صوتك وتغضب.
- لا تشرح أسبابك ولا تدخل بالتفاصيل، قل فقط إنك لا تستطيع فعل ما يطلب منك. لكن إن ألح الشخص عليك، فقل له إن جدول أعمالك مليء بالأمور التي عليك تنفيذها. ولا تنس أن تسرد وقت راحتك وتسليتك وخروجك مع أصدقائك وعلاقاتك الاجتماعية في جدول أعمالك. لكن لا تكذب عليه.
- إن زاد إلحاح الشخص عليك وأصر معرفة تفاصيل أكثر أو بدأ يحاول إقناعك بتغيير رأيك فما عليك إلا أن تكرر اعتذارك وتغيّر الموضوع فورا، إن لم يستجب وأعاد فتح الموضوع مرة أخرى، اعتذر له وقل إن عليك أن تذهب الآن وغادر بكل هدوء والابتسامة على وجهك وكأن شيئا لم يكن لئلا تثير غضبه.
- يمكنك أحيانا أن ترد أنك ستحاول فعل ما يطلب منك، لكن احذر أن تعطي الشخص أنك ستقبل التنفيذ، فقط قل له إنك ستدرسه لتعرف إن كنت تستطيع القيام به أم لا. لن يغضب منك بهذه الطريقة، كما أنه سيبحث عن البديل فورا.
- اشرح له أنه هو نفسه أفضل من يستطيع إنجاز مهماته بنفسه وأنك مهما حاولت أن تؤديها له بشكل جيد، فإنك لن تولي الموضوع اهتماما كما يفعل هو.
- قم بإعطائه البدائل: فإن طلب منك أن تطبع له بحثا قام بإعداده لأنه يشعر بالتعب، فاقترح له أن يرتاح قليلا ويصحو في الصباح الباكر ليقوم بعمل ذلك بنفسه.
اشرح له كم سيفيده فعل ذلك في ساعات الصباح الباكر عندما تكون طاقة الإنسان ونشاطه وقوته وتركيزه أعلى ما يمكن. أو اقترح عليه أن يعطيه لأحد المكاتب التي تقدم مثل هذه الخدمات بنفقات معقولة. قد تعرض عليه أن تذهب معه وتدله على المكتب أو أن تدفع أنت ثمن الطباعة إن كنت تعرف أنه سيقبل هذا.
- ربما طلب منك أن تخدمه بشيء ما لأنه لا يستطيع القيام بذلك بنفسه فعلا؛ لأنه لا يعرف كيف يقوم به. ساعده وارفع ثقته بنفسه، قل له إنه يستطيع الاعتماد على نفسه في هذا وأعطه طرف الخيط ليبدأ العمل، وقل له كذلك أنك لن تدوم له وأن عليه الاعتماد على نفسه في إدارة شؤونه الخاصة. بهذا تكون قد قدمت له معروفا على المدى البعيد. فإن طلب منك طفلك أن تساعده في عمل الواجب البيتي، اشرح له أن المعلمة أعطته الواجب ليتمرن أكثر على درسه ولتعرف ما إن كان يفهمه أو ما يزال يحتاج للمساعدة، وأنك تحتاج أنت كذلك أن تعرف مدى فهمه للدرس، وأنك إن استطعت مساعدته الآن فلن تتمكن من فعل ذلك في العام المقبل عندما تصبح الدروس أكثر تعقيدا وتحتاج للاستماع لشرح المعلمة قبل الشروع بحل الواجب.
واضرب له مثلا أنت عندما كنت بعمره وكيف كنت تنجز كل ما يطلب منك وحدك، واسأله ماذا لو بقيت تعتمد على والدتك أنت أيضا في كل شيء، ومن كان سيتحمل مسؤوليته وأخوته الآن؟
- رحّب بمساعدته في أمور أخرى بين الحين والآخر، واطلب مساعدته كذلك عندما تحتاجها.
- انتبه إلى لغة جسد ... فقد تبدو غير صادق أو متوترا أو صارما بشدة. حافظ على ابتسامة صادقة وأعصاب هادئة ووقفة معتدلة ثابتة. تواصل معه بالعيون كذلك وحبذا لو ربتّ على كتفه لتخفف من وطء كلمة "لا" قليلا.
ميس نبيل طمليه
Reactions

تعليقات