القائمة الرئيسية

الصفحات

نور الدين الأتاسي: طبيب احترف السياسة




نور الدين الأتاسي: هو رئيس سوريا بين 25 فبراير 1966 و18 نوفمبر 1970. درس الطب في جامعة دمشق وتخرج منها في العام 1955. انتمى منذ شبابه إلى حزب البعث وكان على رأس تنظيم الحزب في جامعة دمشق خلال الخمسينيات، وقاد العديد من التحركات الطلابية والمظاهرات خلال فترة الانقلابات ودخل إلى السجن في العام 1952 إبان فترة حكم العقيد أديب الشيشكلي حيث أمضى فيه عاماً كاملاً نفي خلاله إلى سجن تدمر الصحراوي وتعرض لتعذيب شديد. شارك كمتطوع في الثورة الجزائرية خلال العام 1958 على رأس مجموعة من الأطباء السوريين. بعد ذلك عاد إلى مدينته حمص ليزاول مهنته كطبيب جراح في المستشفى الوطني. عين وزيراً للداخلية بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في آذار 1963، ثم أصبح نائباً لرئيس الوزراء عام 1964، ثم عضواً في مجلس رئاسة الدولة عام 1965. أصبح الأتاسي رئيساً للدولة وانتخب أميناً عاماً لحزب البعث بعد انقلاب شباط 1966 الذي أطاح بالرئيس أمين الحافظ. كانت سلطته محدودة إذ كانت السلطة الفعلية في يد مساعد الأمين العام لحزب البعث صلاح جديد. تبوء منصب رئيس الوزراء في العام 1968 إلى جانب تبوئه منصبي الأمين العام للحزب ورئيس الدولة. خسرت سوريا خلال فترة حكمه مع مصر والاردن حرب 1967 وتم احتلال الجولان. وفي الوقت الذي رفض وزير الدفاع حافظ الأسد تحمل مسؤولية هذه الهزيمة. نادى بعد الحرب بإقامة جبهة وطنية واسعة وبالانفتاح على بقية القوى السياسية. لكنه دخل هو والأمين العام المساعد صلاح جديد في خلاف مع وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد، وقد بلغ الخلاف أوجه أثناء أحداث أيلول الأسود في الأردن. استقال من كافة مناصبه في شهر تشرين الأول من العام 1970 احتجاجاً على تدخل الجيش في السياسية وعلى ممارسات رفعت الأسد شقيق وزير الدفاع حافظ الأسد، وعلى إثر هذه الاستقالة فرغت المناصب الثلاث الرئيسية في الدولة وتم توجيه الدعوة لعقد المؤتمر العاشر الاستثنائي للحزب الذي قرر فصل كل من حافظ الأسد ورئيس الأركان مصطفى طلاس من مناصبهم، وعلى الأثر قام الأخير بانقلاب عسكري سمي بالحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني 1970 أزاحه فيه من جديد عن منصبهما ووضعهما في سجن المزة العسكري. أمضى 22 عاماً في السجن في زنزانة ضيقة ومن دون محاكمة وأصيب في النهاية بمرض السرطان ولم تقدم له السلطة العلاج المناسب وأدخل إلى مستشفى تشرين العسكري لمدة 4 أشهر قبل أن يطلق سراحه بعد أن تفشى المرض في جسده ولم يعد هناك من أمل في شفائه. وسافر بعد إطلاق سراحه فوراً للعلاج في باريس ولكن المرض لم يسعفه وتوفي بعد أسبوع من وصوله في 2 كانون الأول 1992. ودفن في مدينته حمص وخرجت له جنازة مهيبة. 
Reactions

تعليقات