تتيانا الكور - تقترن عملية زيادة وزن الجسم ،بزيادة كمية الخبز المتناولة عن المعدل الصحي والمناسب لجسمنا ووضعنا الصحي. فعند تناول الخبز بإعتدال، فإننا لا نعتبر الخبز مسببا لزيادة الوزن والسمنة لأن الخبز بأنواعه قليل الدهون وهو ضروري لإمداد الجسم بالطاقة والمحافظة على مستوى السكر في الدم ويجب تناوله من أجل صحتنا ومن أجل الحفاظ على وزن صحي.
ويختلف مقدار الإعتدال باختلاف عمرنا، وجنسنا، وحالتنا الصحية والفردية والحياتية، لذلك لا يوجد هنالك كمية عامة من الخبز نوصي الجميع بتناولها لأن لكل منا وضعه الخاص وحياته اليومية الخاصة به إنما كمؤشر بسيط يمكن للمرأة أن تهدف إلى تناول نصف رغيف من الخبز الصغير، أو ربع رغيف كبير في الوجبة الواحدة بينما يهدف الرجل إلى تناول رغيف خبز صغير أو نصف رغيف كبير في الوجبة الواحدة.
ويشيع لدى العديد ممن يتبعون حمية غذائية لتخفيف الوزن بأن الخبز الأسمر لا يسبب زيادة في الوزن أو سمنة مثل الخبز الأبيض وذلك نظير إرتباط الحمية الغذائية المتبعة بالخبز الأسمر أو اشتراط النظام الغذائي المعين على تناول منتجات الدقيق الأسمر مما يحلل تناول الخبز أو الدقيق الأسمر بكميات أكثر. ولكن هذا المعتقد غير علمي وليس له أساس من الصحة فقد أثبتت التجارب المقرونة بالأبحاث العلمية بأن النمط الغذائي الصحي يعتمد على التنويع في تناول أنواع الخبز الأبيض والأسمر مع مراعاة الالتزام بالكمية في الوجبة الواحدة ومراعة توزيع الحصص خلال اليوم ضمن احتياجاتنا من النشويات والسعرات الحرارية والوجبات خلال اليوم.
وهنالك بعض الأفراد ممن يزعمون بتقديم نصيحة تناول الخبز أو الدقيق الأسمر لإحتوائه على المزيد من الألياف الغذائية التي بدورها تساعد على الشعور بالشبع مما يساعد في عملية إنقاص الوزن، ولكن هذا لا يعني عدم مراعاة التنويع في تناول الخبز أو الدقيق الأبيض أو عدم مراعاة أفضلية الشخص وظروفه الحياتية وسلوكه التغذوي. فالعلم أثبت لنا بأن الخبز الأسمر يحتوي على نسبة أعلى من الألياف بالإعتماد على كمية فشرة الحبوب الموجودة فيه، ولكن ليس على كل من يريد أن يخفض من وزنه أو تخفض من وزنها إلزامية تناول الخبز الأسمر. وغاليا ما تقترن إلزامية تناول تناول الخبز أو الدقيق الأسمر بدلا من الخبز أو الدقيق الأبيض بحالات مرضية معينة مثل مشاكل الامساك والبواسير أو حالات هبوط السكر المفاجىء في الدم والأورام السرطانية (خاصة أورام الأمعاء وسرطان الثدي عند المراة).
وتعتبر الحميات قليلة النشويات (مثل نظام اتكينز) من الحميات الدارجة في مجتمعنا اذ يشهد العديد منا بأن التوقف عن تناول الخبز يساعد على فقدان كمية كبيرة من الكيلوغرامات في الوزن وبسرعة. ولكننا نجهل خطورة اتباع هذا النظام خاصة وأن الجسم يحتاج للنشويات لاتمام وظائفه بالكامل، مثل التنفس وخفقان القلب والنشاط البدني وهضم الطعام وقدرتنا على التفكير والإستجابة وسرعة البديهة. فمع أنه صحيح بأنه عند التوقف عن تناول الخبز نستطيع فقدان الوزن وبسرعة ولكن المهم هو الحفاظ على الوزن المفقود بدلا من فقدان الوزن السريع مع تأثر قدرتنا على ممارسة حياتنا اليومية واعادة وزن الجسم لاحقا مع تناول الخبز مجددا.
تعليقات
إرسال تعليق