القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تبني علاقة زوجية مزدهرة و متطورة؟

د. خوله مناصرة - رن الجهاز الخلوي في وقت متأخر، اضطررت للاستيقاظ والرد، كان صوت صديقتي ناديا باكيا شاكيا زوجها البليد: "خلص لم اعد استطيع الاحتمال، وغدا...

د. خوله مناصرة - رن الجهاز الخلوي في وقت متأخر، اضطررت للاستيقاظ والرد، كان صوت صديقتي ناديا باكيا شاكيا زوجها البليد: "خلص لم اعد استطيع الاحتمال، وغدا ستذهبين معي إلى المحامية لأوكلها برفع قضية طلاق". 

حال صديقتي ناديا لا يسر منذ سنين طويلة، هي الآن تريد الانفصال رغم وجود طفلين مراهقين، ناديا تعمل من الصباح حتى المساء وتعود إلى المنزل لتنظف وتطبخ وتتابع دراسة الأولاد، تشتري احتياجات البيت، وتهتم بكل شيء، وزوجها يعيش في عالمه الخاص، لا شأن له بإدارة المنزل، لا يبالي إذا كانت طفلته جنى في الصف الخامس أو السابع. تقاعد من عمله في سن مبكر، ورفض البحث عن عمل آخر ليساهم في تحسين دخل الأسرة، راتبه التقاعدي يكاد لا يكفي مصاريفه الشخصية، وعمليا ناديا هي التي تتدبر شؤون الأسرة، ورغم ذلك يفتعل أسبابا لمشاكل لا تنتهي. 

آلاف من الأسر تنتهي إلى نفس المصير بسبب عدم إدراك احد الزوجين أو كلاهما للدور المنوط بهما لإنجاح هذه العلاقة وضمان استمرارها.

فالعلاقة بين الرجل المرأة تمر بفترات ازدهار وفترات تراجع، وهناك الكثير من العوامل والممارسات التي تسبب ازدهار العلاقة أو انتكاسها.

حرصك على استمرار العلاقة بشكل ايجابي يستدعي إدراكك للحقيقة القائلة انه من الصعب تغيير الآخرين ومن الأفضل أن تركز جهدك على  تغيير وتطوير نفسك.

 فماذا يمكنك أن تغير في نفسك لتكون شريكا متميزا وفاعلا في علاقة مزدهرة ومتطورة دائما؟

كن وثيق الصلة بعلاقتك. لا تترك نفسك رهين الماضي، فالماضي قد انتهى، ولكي تكون وثيق الصلة يعني أن تدرك  ما يحدث في علاقتك مع شريك حياتك والقدرة على التكيف بسرعة مع التغييرات التي تحدث. واعلم أن ما كان يصلح للأمس قد لا يصلح لليوم، إن شريك حياتك وعلاقتك به دينامكيية، وسوف تتغير وتنمو أو تصاب بالركود، فتحديات الحياة واحتياجاتها تتغير. والشريك المتميز يتوقع التغير، ويراقب التغير ويتكيف بسرعة مع هذا التغير، ولا يلجأ لمقاومة التغير وإنكار وجوده.

تنمية الشخصية، فلكي تكون شريكا متميزا، فأنت تحتاج لأن تكون في أحسن حالاتك دائما، وهذا يعني مواصلة تطوير نفسك شكلاً ومضموناً، فكر؛ ما هي المهارات والاهتمامات والهوايات التي تستمتع بها؟ كيف يمكنك تحسين نفسك بحيث يمكنك أن تصبح شخصا أفضل، بصرف النظر عن شريك حياتك؟ تذكر أنك أعظم مساعد لذاتك للحفاظ على تطور  وتوسع شخصيتك وتعاملك مع الحياة والمعيشة. فالشريك المتميز هو الذي يستخدم مواهبه ويعمل على جلب كل تلك الطاقة الإيجابية وبهجة الحياة لتنشيط العلاقة وتحويلها إلى علاقة رائعة. 

صادق أشخاصا يتحلون بقيمك وأفكارك، فهذا سيشجعك ويعزز أفكارك في أسلوب تعاملك مع الحياة وتكوين علاقات أسرية قوية، وسوف يعطيك أفكارا يمكنك تجربتها في علاقتك. وتأكد بأن حولك بعض الناس الذين يساهمون في سعيك لتدعيم وتطوير علاقة جيدة.

استخدم كل فرصة للتعلم. لا بد انك مررت بلحظات سيئة تعاملت فيها مع شريك حياتك بشكل غير عادل، أو أسأت  فهم بعض الأمور، وتصورت أن ما فعله ضد مصلحتك، مهما كانت هذه التجارب سلبية، ومهما كانت بائسة فعليك أن تتعلم منها، لتجنب الوقوع بنفس المشكلات، فتعلم من أخطاءك، فتكرار نفس الأخطاء مراراً وتكراراً ضار بالعلاقة، وفيه الكثير من عدم الاحترام لنفسك ولشريكك. 

الإبداع أمر حاسم لتجنب الركود والملل في علاقتك. أنت بحاجة إلى أن ترى الفرص في علاقتك واقتناصها. تعرف على احتياجات شريك حياتك، وحاول إشباعها قدر الإمكان لتحقيق الأمن النفسي والاستقرار. وأن تكون مبدعا يعني أن تكون قادرا على التعرف على الفرص المتاحة لك لإسعاد شريك حياتك، وعلى اغتنام هذه الفرص عندما تتاح لك فالفرص والأوقات السعيدة لا تتكرر دائما.

Reactions

تعليقات