علاء علي عبد- الغد- يعد الانطباع الأول من الجوانب المثيرة للاهتمام، فكل مقال أو فصل من كتاب يتحدث عن هذا الموضوع سيبين لك مدى أهميته وضرورة أن تحرص على أن تجعل الانطباع الأول الذي يشكله الناس عنك في أبهى وأفضل صورة.
لذا ستجد العديد من النصائح التي تشير إلى ضرورة اهتمام المرء بأناقته وبحركات جسده أثناء الحديث وتنبيهه إلى عدة أمور أخرى عليه الاهتمام بها عند لقائه الأول بأحد الأشخاص، وذلك من أجل تقديم صورة جيدة عن نفسه. لكن ترى هل فعلا يجب الاهتمام بمثل تلك التفاصيل، وهل الاهتمام بها يعطي الآخرين انطباعا جيدا عنا؟
وتبين من خلال العديد من التجارب بأن الاعتناء بأن يكون الانطباع الأول عنا في أفضل صورة ليس بالأهمية التي يعتقدها البعض، حسبما ذكر موقع PickTheBrain. حيث إن هناك العديد من الجوانب التي يجهلها البعض حول ما يعرف بالانطباع الأول، وسنوضحها فيما يلي:
- الانطباع الأول قابل للتصحيح: من المعلوم أن الدقائق الأولى في لقائك الأول بأحد الأشخاص تعد الأهم من حيث الفكرة التي سيكونها عنك. لكن ورغم ذلك، فهناك حقيقة يتجاهلها البعض؛ ألا وهي أن معظم اللقاءات تحمل من الوقت ما يكفي لتمكينك من تغيير انطباع الدقائق الأولى. فلو اعتبرنا أن مدة اللقاء تكون حوالي 30 دقيقة، ولو عرفنا أن الانطباع الأول يتكون خلال 3 دقائق، فإن هذا يعني أن لديك 27 دقيقة كاملة لتدارك أي خطأ يمكن أن يحتويه الانطباع الأول لدى الشخص الآخر. ومن خلال العديد من المشاهدات، تبين أن الأشخاص الذين يتعاملون بشيء من الحرج في بداية لقاءاتهم مع الغرباء، يعودون لتدارك الأمر فيما بعد ويحسنون صورتهم.
- التفكير الكثير بالانطباع الأول يفسده: يحدث هذا مع الكثيرين، فالمرء يحاول أن يحفظ كل ما يتعلق بالطرق التي تساعد على تقديم الانطباع الأول بأفضل صورة، ولكن عند اللقاء يحدث له نوع من التوتر والارتباك وعدم القدرة على تطبيق ما تعلمه، الأمر الذي يزيد من توتره ويضفي على تصرفاته نوعا من الغرابة.
الواقع أن أفضل طريقة لتقديم انطباع أول ترضى عنه هي عدم الاهتمام به وتركه يحدث بشكل تلقائي، وحاول أن تكون تصرفاتك إيجابية، ولكن لا تحاول أن تجعلها مثالية من خلال تطبيق مئات النصائح التي تعلمتها. هذا الأسلوب سيجعلك تتصرف بهدوء أكثر، وسيمكنك من تقديم الصورة الحقيقية عن نفسك، والتي تعد الأفضل دائما.
- ليس عيبا ألا يحبك الجميع: من المرجح أن من ينصحك أن تهتم جيدا بمسألة تقديم الانطباع الأول يكون شخصا يرى ضرورة أن تحاول إرضاء الجميع من أجل كسب ودهم، لكن ليس من المنطقي أن تقوم بمثل هذا الأمر، خصوصا لو علمت أن الناس يختلفون في مشاربهم وأذواقهم، لذا فمن المستحيل أن تتمكن من إرضاء كل شخص تقابله. فضلا عن هذا، فإن محاولة إرضاء جميع الناس ستحول مسألة اللقاء بهم نوعا من الحمل الثقيل الذي ستتجنبه قدر الإمكان، لذا لو كانت طريقة تفكيرك تميل لهذا الأسلوب، فاسع لتجنبها في أسرع وقت، وتذكر بأنه لا يوجد أحد على وجه الأرض تمكن من نيل إجماع من قابلهم.
- أسلوب التعامل هو الأهم: بما أن الانطباع الأول هو شيء قابل للتعديل، فإن هذا يقودنا لحقيقة أن أسلوب ونمط التواصل مع الآخرين هو الأهم، والذي من خلاله تستطيع تعديل أي خطأ حدث خلال الدقائق الأولى من لقائك بأحد الغرباء. فلو كنت تمتلك أسلوبا مميزا في التعامل مع الآخرين، فإن هذا سيمنحك القدرة على تعديل أي خطأ حتى لو كان خطأ واضحا في أي وقت خلال اللقاء. ولهذا، فإن التركيز على تحسين أسلوب التعامل وجعله يتميز بالثقة والود وحسن الإصغاء يعد أهم بكثير من التركيز على الانطباع الأول.
تعليقات
إرسال تعليق