تتيانا الكور - يعتبر عنصر «السيلينيوم» من العناصر المعدنية، التي يحتاجها جسمنا بكمية قليلة من أجل انتاج أنزيم يدعى الغلوتاثيون بيروكسيديز،
وهو أنزيم ضروري لعمل جهازنا المناعي .
يعمل هذا الأنزيم كمضاد للأكسدة ويمنع بالتالي أي تغير غير مرغوب به في خلايا جسمنا. وعادة ما يعمل السيلينيوم مع فيتامين هاء، أو المعروف بفيتامين اي، لحماية أغشية خلايا جسمنا من الضرر الذي تحدثه مادة الجذور الحرة والتي تنتج عن تناول أغذية غير صحية، مثل تلك المحتوية على نسبة ملوحة عالية وسكريات أو دهون عالية وألياف قليلة وقد تنتج مادة الجذور الحرة عن التعرض لملوثات في الجو، مثل التعرض لدخان السجائر والأراجيل.
وتعتبر اللحوم بأنواعها غنية بالسيلينيوم، الى جانب منتجات الحبوب الكاملة مثل الشوفان وخبز القمح الكامل والأرز البني وخبز النخالة، واللفت والثوم، اضافة الى المكسرات بأنواعها.
وعادة ما يتم مراعاة تناول كمية من «السيلينيوم» في حالات صحية؛ تتعلق باضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل حالة متلازمة مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي لأنها تقلل من امتصاص السيلينيوم، اضافة الى حالات تناول الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة لأنها تعيق من امتصاص السيلينيوم أيضا.
وقد ارتبط انخفاض مستويات السيلينيوم في الدم مع تطور التهاب المفاصل الروماتيزمي وفق بعض الدراسات الحديثة، ولكن تناول مكملات السيلينيوم لم يساهم في تحسين التهاب المفاصل الروماتيزمي، وما زلنا بحاجة الى المزيد من الدراسات لمعرفة دور السيلينيوم وكيفية المعالجة الغذائية المساندة لمراحل علاج التهاب المفاصل. وقد ساهم تناول المصادر الغذائية للسيلينيوم في الوقاية من التهاب المفاصل.
وثمة أدلة أولية حول تناول مكملات السيلينيوم وعلاقتها في تحسين خصوبة الرجل، خاصة ممن يعاني من نقص في مستوى السيلينيوم في الدم، ولكن الأدلة المتوفرة حاليا غير كافية لتحديد دور السيلينيوم في خصوبة الرجل. اضافة الى ذلك، هنالك أدلة ضعيفة حول تناول مكملات السيلينيوم ومنع الاعتلال العصبي لدى من يعاني أو تعاني من السكري، ويعود الاجماع العلمي ليؤكد توخي الحذر في تناول المكملات الغذائية للسيلينيوم والاعتماد على تناول المصادر الغذائية المتنوعة منه.
كما أنه لم تثبت الدراسات دور مكملات السيلينيوم في الوقاية من أمراض القلب والاكتئاب، انما أشارت دلائل أولية الى علاقة تناول السيلينيوم في التخفيف من تقلبات المزاج لدى من يعاني أو تعاني من اضطرابات في الغدة الدرقية، وما زلنا بحاجة الى المزيد من الدراسات لاثبات ذلك.
ويعود الاجماع العلمي ليؤكد بأن تناول السيلينيوم يجب أن يقترن بتناول مصادر غذائية متنوعة من مختلف المصادر الغنية به (كتناول اللحوم بأنواعها، ومنتجات الحبوب الكاملة، والثوم، واللفت، والمكسرات) خلال اليوم. ويمكن لتناول السيلينيوم كأقراص لوحدها أو في المكملات الغذائية أن يفيد بعض الأفراد الذين يعانون من انخفاض مستوى السيلينيوم في الدم، أي انخفاض المستوى بنحو أقل من 122 مايكروغرام لكل لتر، ولكن تناول مكملات السيلينيوم قد يؤثر سلبا على صحة هؤلاء الذين يتمتعون بمستوى من السيلينيوم يساوي أو يفوق مستوى 122 مايكروغرام لكل لتر في الدم حسب ما نشر عن الباحث ريمان في مجلة لانسيت لشهر شباط من عام 2012. وقد أشار ريمان الى أن تناول مكملات السيلينيوم بنحو 200 مايكروغرام يوميا لدى من يتمتع بمستوى صحى للسيلينيوم في الدم من شأنه أن يزيد من فرصة الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنحو 2.7 مرة، لذلك ينصح بالاعتماد على المصادر الغذائية المتنوعة، ومن ثم اللجوء الى الاستشارة الطبية الغذائية لاجراء التقييم السريري والغذائي اللازم في حالات مرضية، أو لدى تناول أدوية تقلل من حموضة المعدة، من أجل التوصية بتناول المكملات الغذائية للسيلينيوم ان لزم الأمر، فالحذر مطلوب وليس ما يحتاجه شخص ما ينطبق على شخص آخر فلكل حالة خصوصيتها الفردية وتداعياتها الصحية لوحدها «ففلان بيوخذ من هذا السيلينيوم» أو «زبط كتير مع فلانة» قد يزيد من فرصة اصابتنا بالسكري بنحو ثلاثة أضعاف اذا لم نحتاج الى تناوله بالأساس، فلنحافظ على صحتنا وصحة من حولنا بتوخي الحذر في تناقل المعلومات في جلساتنا.
تعليقات
إرسال تعليق