يعرف سرطان الثدي الالتهابي بأنه نوع نادر من سرطان الثدي، حيث يتسم بسرعة النمو، ويؤدي إلى احمرار الثدي المصاب وانتفاخه. ويذكر أن هذا السرطان يحدث عندما تقوم الخلايا السرطانية بإغلاق الأوعية الليمفاوية في الجلد الذي يغطي الثدي.
وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح "التهابي" هنا يشير إلى ما يحدث للأنسجة من تغيرات بسبب التعرض لإصابة أو تهيج أو التهاب ما، على سبيل المثال، ما يؤدي إلى احمرار وسخونة وانتفاخ المنطقة المصابة، فضلا عن أعراض أخرى، وذلك بسبب ما ينجم عن تلك التغيرات من زيادة تتدفق الدم وتراكم كريات الدم البيضاء.
وعلى الرغم من أن علامات سرطان الثدي الالتهابي قد تبدو وكأنها ناتجة عن التهاب في الثدي أو في الجلد، إلا أنها ليست كذلك.
وهذا ما ذكره موقعا www.mayoclinic.comوm.cancer.org، وأضافا أنه من الضروري تمييز هذا النوع من سرطان الثدي عن غيره من الأنواع، ذلك بأن علاجه يختلف، وبشكل كبير، عن الأنواع الأخرى.
أعراضه:
على عكس أنواع سرطان الثدي الأخرى، فإن سرطان الثدي الالتهابي عادة لا يسبب تكون كتلة من الخلايا السرطانية، وإنما تتضمن أعراضه وعلاماته ما يلي:
- التغير المتسارع في مظهر الثدي، حيث إن ذلك قد يحدث خلال أسابيع فقط.
- السماكة والثقل أو التضخم الواضح في الثدي.
- تغير لون منطقة من الثدي عادة ما تزيد مساحتها عن ثلثه، حيث تبدو هذه المنطقة محمرة أو مائلة إلى اللون البنفسجي أو الوردي، أو تبدو وكأنها مصابة بكدمة.
- ارتفاع حرارة الثدي من دون سبب واضح.
- التنقير أو النتوءات على جلد الثدي، ما يجعله مشابها لقشرة البرتقالة.
- تسطح حلمة الثدي أو انقلابها إلى الداخل.
- الشعور بالألم.
- الحكة.
- تضخم العقد الليمفاوية تحت الإبط أو فوق عظمة الترقوة أو أسفل منها.
ومن الجدير بالذكر أنه يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة أي أعراض أو علامات مقلقة أو وجود التهاب في الثدي لا يتجاوب مع العلاج. فعلى الرغم من أن وجود هذه الأعراض والعلامات لا تدل بالضرورة على الإصابة بالسرطان، إلا أن اللجوء إلى الطبيب يسرع في تشخيص وعلاج السرطان في حال اكتشافه، ما يزيد، وبشكل كبير، من نجاح العلاج واحتمالية الشفاء.
أسبابه:
تعد الأسباب المؤدية للإصابة بهذا النوع من السرطان غير واضحة تماما، غير أنه من المعروف لدى الأطباء بأن هذا النوع يبدأ بنشوء خلية غير طبيعية في قناة الثدي، حيث إن الحمض النووي لهذه الخلية يأمرها بالنمو والانقسام بسرعة كبيرة، ما يؤدي إلى قيام العدد الكبير من الخلايا السرطانية بالتسرب إلى الأوعية الليمفاوية في جلد الثدي المصاب وإغلاقها. وينجم عن ذلك الأعراض المذكورة أعلاه.
علاجه:
تتضمن الخطة العلاجية لهذا النوع من السرطان مجموعة من العناصر التالية:
- العلاج الكيماوي: والذي عادة ما يستخدم في علاج هذا النوع من السرطان قبل العملية الجراحية، وذلك بهدف تقليصه وزيادة احتمالية نجاح العملية، ولكنه قد يستخدم في أي وقت آخر بناء على الحالة.
- العلاج الجراحي: فبعد الحصول على العلاج الكيماوي، عادة ما يتم استئصال الثدي المصاب. وعادة ما يتم إزالة بعض العقد الليمفاوية القريبة معه.
- العلاج الإشعاعي: والذي عادة ما يستخدم بعد العلاجين، الكيماوي والجراحي، وذلك لقتل أي خلايا سرطانية متبقية تحت الإبط وحول الثدي.
- العلاج الهرموني: فإن كان السرطان الذي يتم علاجه حساسا للهرمونات، فعندها قد يقوم الطبيب بوصف هذا النوع من العلاج، والذي يأتي على أشكال عديدة، من ضمنها التاموكسيفين، والذي يعمل عبر منع هرمون الإسترجين (المودق) من الارتباط بمستقبلات الإستروجين الموجودة على خلايا هذا النوع من السرطان، ما يؤدي إلى إبطاء نموها وقتلها.
كما وأن هناك أدوية أخرى تقوم بحصر عمل الإنزيم الذي يحول الهرمونات الذكرية، أو ما يسمى بالأندروجينات، في الجسم إلى إستروجين. ويقع الإكسيميستين ضمن هذه الأدوية.
- العلاج المستهدف: حيث يقوم هذا النوع من العلاج بالتوجه إلى نقاط ضعف الخلايا السرطانية وقتلها. ويستخدم التراستوزيوماب، وهو دواء يقع ضمن هذه المجموعة، في علاج طفرة جينية معينة ترتبط بالسرطان المذكور.
ليما علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق