القائمة الرئيسية

الصفحات

يعد التعرّق عملية طبيعية تساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم والتخلص من السموم. ومع ذلك، يمكن أن يكون الأمر مزعجاً، عندما يحدث بشكل مفرط في بعض أجزاء الجسم، مثل فروة الرأس والوجه. فما السبب؟ وكيف يمكن الحد من هذه الظاهرة؟ توضح الطبيبة العامة، إيفلين شارتيه، في مقابلة مع مجلة Santé الفرنسية، أن ظاهرة تعرّق الوجه أو فروة الرأس في أغلب الأحيان طبيعية تماماً، ولا تتطلب تقييماً طبياً، فالتعرّق عملية فسيولوجية أساسية تسمح للجسم بتنظيم درجة حرارته الداخلية، ويتم تنشيطه عندما يحتاج الجسم إلى التبريد، وغالباً ما يكون ذلك استجابة لارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب المجهود البدني، أو التعرض لدرجات حرارة عالية أو مشاعر ضيق. وفي التفاصيل، تقول الاختصاصية إن إنتاج العرق يتم عن طريق غدد التعرّق الموزعة في جميع أنحاء الجسم. وتضيف: «هناك نوعان من هذه الغدد: الغدد التي توجد في جميع مناطق الجسم، وخاصة على راحتي اليدين وباطن القدمين والجبهة، والغدد التي تتركز إلى حد ما في مناطق محددة، مثل الإبطين والثديين والأعضاء التناسلية». وتقول الدكتورة شارتيه إن الغدد الموجودة في الوجه أو على فروة الرأس، يمكن أن تصبح نشطة وتنتج العرق الزائد، الذي غالباً ما يكون مصدراً للانزعاج أو الإحراج. ◄ أسباب تعرّق الرأس من الطبيعي تماماً أن تتعرق على مستوى الوجه أو فروة الرأس في الطقس الحار أو أثناء ممارسة التمارين البدنية. وبالمثل، يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم قليلاً، عندما نتناول الأطعمة الدهنية أو الحارة جداً. وتشرح الدكتورة شارتيه ذلك: «عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، سواء بسبب الرياضة أو الحرارة المحيطة أو نظامنا الغذائي، يتفاعل جسمنا عن طريق التعرّق لتبريد نفسه». وتشير إلى أن الصفات الوراثية تلعب دوراً حاسماً في هذه العملية، فبعض الأشخاص لديهم غدد أكثر نشاطاً بشكل طبيعي مقارنة بغيرهم في الرأس، ويتعرقون أكثر في الوجه أو فروة الرأس. لكن هناك عوامل أخرى أقل وضوحاً يمكن أن تسبب التعرّق الزائد، مثل التوتر والقلق. وفي الواقع، عندما نكون تحت الضغط، يتفاعل نظامنا العصبي السمبتاوي عن طريق تحفيز إنتاج العرق، بما في ذلك على الوجه وفروة الرأس. ويمكن أن تساهم التقلبات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء الحمل أو انقطاع الطمث، في زيادة التعرّق. وتؤكد الدكتورة شارتيه أن «الهبات الساخنة المميزة للحمل أو انقطاع الطمث يمكن أن تكون سبباً للتعرّق ليلاً أو نهاراً، ويجب ألا تكون مدعاة للقلق». ومع ذلك، فإن تناول الأدوية وبعض الأمراض يمكن أن يؤديا بالفعل إلى زيادة التعرق في الرأس، مما يتطلب اهتماماً خاصاً. ◄ الأمراض المسبِّبة قد يشير التعرّق الزائد في فروة الرأس إلى حالات طبية، من بينها: • فرط التعرّق، وهو اضطراب يتميز بالتعرّق الشديد الذي لا يمكن السيطرة عليه. • مرض باركنسون، وهو مرض تنكس عصبي معروف بزيادة التعرّق. • فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو اضطراب يتميز بفرط نشاط الغدة الدرقية. • أمراض القلب. • الإصابة بعدوى. • الوزن الزائد والسمنة يمكن أن يؤديا أيضاً إلى زيادة التعرّق، خاصة حول الرأس. ◄ طرق للحد منه قد يصعب وقف التعرّق في بعض الأحيان، لكن هناك حلولاً للحد منه، أبرزها: • استخدام المنتجات المصممة خصيصاً لتقليل تعرق الوجه، واختيار منتجات المكياج المناسبة للسيدات. • تنظيف الوجه بانتظام باستخدام منتجات لطيفة للحد من الزهم الزائد دون تحفيز الغدد المفرزة للعرق. • استخدام مناديل ورقية مصممة خصيصاً لامتصاص الدهون الزائدة على الوجه. • ارتداء الملابس المناسبة لدرجة الحرارة المحيطة لتنظيم درجة حرارتك بشكل أفضل. • تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل، والتي يمكن أن تحفز تعرق الوجه. • استخدام شامبو خفيف مصمم خصيصاً لتقليل تعرق فروة الرأس دون الإضرار بها. • ارتداء قبعة يمكنها امتصاص العرق حتى لا يسيل على رقبتك. • تعلم كيفية إدارة التوتر من خلال تقنيات مثل التأمل أو اليوغا. • إذا استمر التعرّق الزائد على الرغم من الجهود التي تبذلها، فاستشر طبيباً للحصول على المشورة أو حتى علاجات محددة لسد الغدد المسؤولة عن التعرق بشكل مؤقت.
Reactions

تعليقات