قد يحدث أن تشعر بعد سن الأربعين بانعدام الثقة في النفس لأسباب مختلفة، حيث تقول كاتي، وهي مديرة تنفيذية للتسويق: «لطالما شعرت بالقدرة والثقة في العشرينات والثلاثينات من عمري، ولكن في سن الأربعين تغير الأمر بدأت أشعر بالقلق وأعاني في نومي، وتسلل الشك الذاتي إلى كل مجال من مجالات حياتي».
هذا ما يقال عنه أزمة انعدام الثقة في النفس بعد الأربعين. ووفقًا لدراسة علمية أجراها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في الولايات المتحدة، بالتعاون مع باحثين في بريطانيا، يشعر العاملون في منتصف العمر بمزيد من الضيق والشك بالنفس مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، وهم أكثر عرضة لمشكلات النوم، والشعور بالإرهاق في العمل، وذروة ذلك تكون عند سن الـ45، حيث قد يصل الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب والانتحار.
يقول البروفيسور أندرو أوزوالد، أستاذ الاقتصاد والعلوم السلوكية في جامعة وارويك، وهو أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة: «الخوف من منتصف العمر حقيقي للغاية، والإحصائيات تثبت ذلك، ففي المملكة المتحدة معدلات الانتحار بين الرجال هي الأعلى بين 50 و 54 عاماً وعند النساء بين 45 و 49 عاماً».
فلماذا يحدث هذا؟ يقول البروفيسور أندرو: «إنه سؤال جيد للغاية ويحاول الباحثون في جميع أنحاء العالم إيجاد الإجابة»، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من النظريات. بالنسبة للنساء، تشمل هذه التحولات الهرمونية التي تحدث أثناء انقطاع الطمث».
ووفقًا للبروفيسور أوزوالد، «السعادة يشار إليها على شكل حرف U، في النصف الأول من العمر نتوقع أن ترتفع مستويات سعادتنا، لكنها لا ترتفع، بل تستمر في النزول، فقط عندما نقبل ذلك، تبدأ في الارتفاع ويشعر الأشخاص في الستينات من العمر بثقة أكبر وسعادة أكبر من أولئك في الأربعينات من العمر».
حلول وتوصيات
◄ الاهتمام بالأكل والصحة: أبرز الأشياء التي يجب أن ينتبه لها من هم في الأربعينات من العمر، هي صحتهم، فلها دور كبير في استعادة الثقة، وعليهم دوماً مراقبة أكلهم وما يتناولونه. ويقول البروفيسور أوزوالد: «تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، والتي تظهر الدراسات أنها يمكن أن تساعد في منطقة الأمعاء الحيوية لدينا، ونحن نعلم أن هناك علاقة بين صحة الأمعاء والرفاهية العاطفية».
◄ التركيز على نقاط قوتك: في هذه الأثناء، عندما يتعلق الأمر بالثقة في العمل، تشير عالمة النفس الدكتورة ليندا بابادوبولوس، إلى أنه بدلاً من التركيز على نقاط قوة الزملاء الأصغر سنًا، يجب أن يفكر العاملون في الأربعينات بقوتهم، وتقول: «نحن نعلم أن الحكمة، التي تختلف عن المعرفة، لها قيمة كبيرة ولا تأتي إلا مع تقدم العمر والخبرة». كما توصي بالاستمرار في تعلم أشياء جديدة، داخل مكان العمل وخارجه، تعلم لغة جديدة أو مارس هواية جديدة، وهو أمر جيد للثقة والصحة العقلية. وتضيف الدكتورة بابادوبولوس: «إذا كنت تشعر بخيبة أمل مستمرة في وظيفتك، فقد يكون ذلك علامة على أن الوقت قد حان للابتعاد.. ما يبدو جيدًا في سن الثلاثين قد لا يناسبك في سن الخمسين».
◄ ممارسة الرياضة: يقول البروفيسور أوزوالد «يبدو أن للتمارين الرياضية تأثيرا سحريا في الثقة بمنتصف العمر». ويروي البروفيسور قصة مارتن، الذي أصيب بالاكتئاب بعد طلاقه في الأربعينات عقب زواج دام 12 عاماً، ولكنه نجح في مقاومة هذا الاكتئاب عبر الجري وممارسة الرياضة، والمشاركة في فعاليات رياضية عديدة. ويؤكد الخبراء أنه ليس من الضروري القيام بتمارين رياضية منهكة أو حضور صفوف في الجيم، بل يمكن أن يكون النزول من المترو أبكر بمحطتين والمشي قليلاً طريقة ناجعة.
◄ صداقات جديدة: تقول الدكتورة بابادوبولوس: «إنه يجب عليك أيضًا التركيز على صداقاتك في منتصف العمر»، وتضيف: «الصداقات في العشرينات من العمر يمكن أن تكون عابرة، ويمكن أن تتلاشى في الثلاثينات من العمر بسبب متطلبات الأبوة والعمل». وتابعت: «لكن الأربعينات من عمرك هي الوقت المناسب لبدء الاستثمار في صداقاتك، لأن الدراسات تظهر أنها مرتبطة بزيادة الرضا عن الحياة واحترام الذات في وقت لاحق في الحياة، في حين أنه قد يكون من الصعب تخصيص وقت لرؤية أصدقائك، إلا أن الأمر يستحق ذلك في منتصف العمر».
معلومات وإرشادات
◄ بعد الأربعين قد يصاب الشخص بقدر أكبر من الضيق والشك في النفس
◄ خبراء: جرِّبوا أشياء جديدة بعد الأربعين ويمكنكم التفكير في تغيير مهنكم
◄ الأشخاص في الستينات من العمر يشعرون بثقة وسعادة أكبر ممن هم في الأربعينات
◄ للتمارين الرياضية تأثير سحري في الثقة بمنتصف العمر
◄ الصداقات الجديدة مهمة وضرورية بعد الأربعينات.. فصداقات «العشرينات» قد تكون عابرة
تعليقات
إرسال تعليق