مرض التصلب المتعدد أو الـMS هو مرض مناعي يجعل الجسم يهاجم نفسه ويستهدف مادة «المايلين» التي تغلف الخلايا العصبية، والتي بدورها تسهل عملية نقل الإشارات العصبية من الدماغ إلى باقي اعضاء الجسم.
حول هذا المرض أكدت د. نمارق الجاركي اختصاصية المخ والأعصاب، أن الـMS أصبح منتشرا بشكل كبير في الآونه الأخيرة ليس فقط في أميركا وأوروبا وانما في الكويت ودول الخليج، وذكرت أنه مازالت أسبابه غير معروفة، ولكن بنسبة %25 فقط ترجع الى العوامل الوراثية، والبقية هي عوامل بيئية تساعد على ظهور المرض.
وأكدت الجاركي لـ القبس أن السبب الرئيسي يعد غامضاً، ورغم ذلك هناك عدة عوامل تساعد في زيادة فرصة ظهور هذا المرض مثل:
1- انتشار السمنة.
2- نمط حياة غير صحي.
3- التدخين.
4- نقص فيتامين د.
5- عدم ممارسة الرياضة.
الأعراض
وذكرت الجاركي أن هذا المرض يصيب فئة الـ20- 40 عاما في الأغلب، ويستهدف النساء بالأخص أكثر من الرجال بنسبة 3 الى 1، وقالت: يوصف هذا الرض بالمتعدد لأنه يصيب أكثر من منطقة في الدماغ أو الحبل الشوكي، وله أعراض كثيرة تختلف باختلاف المنطقة المتأثرة بنقص مادة المايلين، فتتأثر الاشارات العصبية وتظهر الكثير من الاعراض. والتي منها:
1- التنميل في الأطراف.
2- خدار نصف الجسم.
3- عدم توازن.
4- شلل.
5- ازدواجية في النظر.
6- تخشب في العضلات.
الأنواع
وشرحت الجاركي انواع مرض التصلب المتعدد واختلاف الحالات من نوع لاخر، ومن أنواع هذا المرض:
1- الانتكاسي: وهو النوع الخفيف والأشهر، حيث ان %85 من الحالات تصاب به وهو حالة من الانتكاسات يعقبها استقرار.
2- التقدم الأولي: يهاجم بشدة من بداية المرض.
3- الانتكاسي والتقدمي: وهو النوع الذي يجمع بين النوعين السابقين من تقدم وانتكاسات وهو أشرسها.
4- التطور الثانوي: وهو النوع الذي يبدأ بطريقة انتكاسية ولكن بعد فترة من الزمن قد تصل الى 10-15 عاما حتى يتفاقم ويتدهور.
التشخيص
بينت الجاركي ان هذا المرض يحتاج الى تشخيص دقيق وفقا لمعايير «ماكدونالد» التي يتم انتهاجها مع المريض خلال انتكاستين تجعل المريض يحتاج الى الرعاية الطبية، فليس كل من شعر بالتنميل قد يهيأ له انه مصاب بمرض التصلب المتعدد، فالأمر يحتاج الى عمل رنين مغناطيسي على الدماغ والحبل الشوكي وبعض فحوصات الدم التي تحدد طبيعة المرض، لان هناك الكثير من الأمراض المناعية التي تتشابه مع التصلب المتعدد.
وقالت: كلما كان التشخيص مبكرا كانت النتائج افضل في السيطرة على المرض.
واشارت الجاركي إلى أن المشكلة التي تواجه المريض هي فكرة التردد في الابتداء في العلاج، وقد يلجأ البعض للاعشاب والوصفات الشعبية مما يسبب لهم انتكاسات. لذا من المهم جدا التزام الخطة العلاجية التي يصفها الطبيب المختص.
العلاج
أكدت الجاركي انه لا يوجد الى الآن شفاء تام لهذا المرض، حيث إن جميع الادوية الموصوفة تعمل على ادارة الاعراض للتحكم في تقليل فرص حدوث الانتكاسات وتدهور الحالة وتحسن جودة الحياة قدر الامكان.
وقالت: لا يوجد دواء لاعادة بناء مادة المايلين للاسف، فكل العلاجات بشكل عام تعد مثبطات للمناعة تقلل من الالتهاب الحادث في مادة المايلين، لذا يؤخذ «الكورتيزون» خاصة وقت الانتكاسات لمنع تفاقم المرض.
ولفتت الجاركي لأهمية العلاج الطبيعي، وقالت: حتى لو كانت حالة المريض مستقرة، بعض العضلات أثناء الفحص السريري يكتشف الطبيب مدى ضعفها لذا يقرر تحويله للعلاج الطبيعي وللاسف قد يهمل المريض هذا الأمر او يستنكره.
مريض الـms والصيام
بمناسبة قرب شهر رمضان، ذكرت الجاركي أن بعض حالات الـms التي تحتاج الى الجرعات الوريدية قد تضطر الى الافطار، بينما الحالات المستقرة بامكانها الصيام بعد استشارة الطبيب المعالج. ونصحتهم بضرورة الإكثار من شرب الماء بعد الفطور الى السحور، وتفادي درجات الحرارة العالية والبقاء في الاماكن المكيفة.
نصائح مهمة
أشارت د.نمارق الجاركي الى أن للصحة النفسية للمريض دورا كبيرا في منع تدهور الحالة او استقرارها، حيث أكثر من %80 من المرضى معرضون للشعور باكتئاب وقلق بحكم المرض واعراضه، مما يزيد من حدة الأعراض وفرص الانتكاسات. وقالت: من المهم جدا رفع الوعي ومساعدة أنفسهم من خلال مايلي:
1- تقبل المرض والتعايش معه بايمان وارادة قوية
2- التزام الخطة العلاجية والمراجعة الدائمة
3- التخلص من الهواجس والمخاوف والتوتر بشكل عام
4- الاندماج في اجتماعات أسرية ومواقف مبهجة
5- الاستمرار بجلسات العلاج الطبيعي وممارسة الرياضة قدر الامكان
6- الإكثار من شرب الماء خاصة للحالات التي سمح لها بالصيام.
معلومات مهمة
◄ المرض يصيب الأعمار بين 20 إلى 40 عاماً.. والنساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال
◄ التدخين ونقص فيتامين د وعدم ممارسة الرياضة عوامل تزيد فرص الإصابة
◄ يصيب أكثر من منطقة في الدماغ أو الحبل الشوكي وله أعراض مختلفة
◄ التنميل في الأطراف وخدار نصف الجسم وعدم التوازن من أعراض الإصابة
◄ العلاج الطبيعي مهم للمريض حتى لو كانت حالته مستقرة
◄ بعض الحالات التي تحتاج إلى الجرعات الوريدية قد تضطر إلى الإفطار في رمضان
https://www.alqabas.com/article/5908227 :إقرأ المزيد
تعليقات
إرسال تعليق