أسباب تثير في الطفل المشاعر السلبية
الآباء والأمهات الذين لديهم مستويات عالية من التوتر مع أطفالهم البالغين يشعرون بالحزن والقلق وخيبة الأمل. وعادة يتساءلون: لماذا يعاملوننا بلامبالاة؟
هناك العديد من الأسباب التي تفسر المواقف السلبية والعلاقات المتوترة بين الأطفال البالغين وأولياء أمورهم، قبل أن نلقي نظرة على أهم ثلاثة أمور، هناك حقائق وهي أنه لا يوجد والد مثالي. ربما يكون الأمر الأكثر إحباطاً لكثير من الآباء هو أنهم يعتقدون أنهم يقدمون ما هو أكثر من اللازم من التواصل على الرغم من أنهم يحبون أطفالهم البالغين ويريدون الأفضل لهم.
الأخبار المشجعة هي أنه بغض النظر عن عمر ابنك، فإن امتلاك عقلية متطورة تتمثل في الاستعداد للتعلم من النكسات والأخطاء، هي أفضل طريقة للوصول إلى مكان أفضل في علاقتك به. هناك ثلاثة أسباب أساسية قد يعاملك ابنك بسببها بشكل سيئ:
1- صدمات شعورية لم تحل
يمكن أن تتولد المشاعر المتوترة بين الوالدين والأبناء لأسباب عديدة، مثل الاختلافات في القيم، أو نزاعات حول أحداث ماضية أو صدمات لم يتم حلها بالكامل، أو المقاومة من أجل التخلي عن الأدوار القديمة. ويمكن أن تؤدي هذه المشاعر المتوترة إلى مزيد من التوتر والقلق. عندما يكبر الأطفال قد يطورون قيماً أو معتقدات تتعارض مع قيم أو معتقدات والديهم، مما يؤدي إلى الخلافات والتوتر، كل هذا يعد مصدراً كبيراً للضغط العاطفي، الذي لم يتم حله بين الآباء والأبناء، ويولد نمطاً من التواصل السيئ، والذي يمكن أن يؤدي إلى سوء الفهم والحجج المؤذية.
◄ الحل: لمعالجة المشاعر المتوترة مع ابنك، أعط الأولوية للتواصل الإيجابي والتعاطف والتفاهم بصراحة وصدق، واستمع بجدية إلى مخاوفهم، وابذل جهداً لفهم وجهات نظره، وتذكر أن الهدوء والحزم وعدم التحكم تساعد في تجاوز التفاعل العاطفي للوالدين والأبناء. من أمثلة الردود الأبوية الهادئة والحازمة وغير المسيطرة: «أنا أقدّر رأيك، ومع ذلك لا أوافق. يبدو أن كلانا متمسك بالكيفية التي يرى بها هذا الاختلاف. هل توافق على أن إجراء محادثة بناءة وهادئة يساعدنا على الشعور بتحسن في الاستمرار في النقاش؟».
2- عدم الاعتراف بالتغييرات في الأدوار والمسؤوليات
عندما ييلغ الأطفال، قد يعاني الوالدان من انتقالهما من دور الطفل إلى دور الشخص البالغ المستقل. فبعض الآباء يواجهون صعوبة في التخلي عن دورهم الأبوي، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الآباء يقاومون ذلك: الأول هو الحنين إلى الماضي في التخلي عن ذكريات أطفالهم كأفراد صغار ومعتمدين عليهم، ويكافحون من أجل رؤيتهم كبالغين مستقلين. والسبب الآخر هو أن الآباء قد يكون لديهم ميل طبيعي لحماية أطفالهم ورعايتهم، حتى عندما يصبحون بالغين، ويجدون صعوبة في التكيف مع ديناميكية جديدة يكون فيها طفلهم أكثر اكتفاءً ذاتياً، ومازال البعض من الآباء بحاجة إلى شعور السيطرة على حياتهم فيقاومون التخلي عنها.
◄ الحل: ما يمكنك القيام به بصفتك أحد الوالدين هو التواصل بصراحة وصدق مع أبنائك لبناء التفاهم والاحترام المتبادلين. ذكّر نفسك بأن طفلك أصبح الآن بالغاً حتى لو لم توافق على بعض خياراته، وشجعه على إظهار الاستقلال والمسؤولية في أفعاله، والتواصل (بالاستماع أولاً) حول أهدافه وتطلعاته، ودربه على وضع حدود محترمة معك عند الضرورة.
3ـ إبداء النقد والرفض
يمكن للآباء الذين ينتقدون بشدة، وقد يتجاهلون مشاعر أو إنجازات أبنائهم، أن يتسببوا في ضرر عاطفي لهم كبير. فقد يشعر الطفل بأنه غير مهم أو أنه لا يمكنه أبداً تلبية معايير الوالدين، بل إن الاستمرار في معاملة الابن البالغ بشكل رافض إلى الشعور بالعجز وعدم القدرة وعدم الكفاءة وانعدام الثقة، وإذا كنت بعيداً عاطفياً أو كنت مهملاً له، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة شعور طفلك بعدم التقدير أو عدم الرغبة.
◄ الحل: ضع نفسك مكان أبنائك، وحاول فهم وجهة نظرهم حتى تكون أكثر تعاطفاً تجاههم وأقل انتقاداً، بدلاً من الإشارة إلى الأخطاء التي يرتكبها أبناؤك، ركّز على ما يفعلونه بشكل صحيح. يمكن أن يكون التعزيز الإيجابي حافزاً قوياً، واعلم أنه سيصبح فرداً مستقلاً قادراً على اتخاذ قراراته بنفسه. امنحهم مساحة لارتكاب أخطائهم والتعلم منها.
تعليقات
إرسال تعليق