من أقوال الشافعي
فيمن يعظ الناس
يا واعظَ الناسِ عما أنتَ فاعلهُ يا مَن يعدُ عليه العمرُ بالنفسِ
احفظَ لشيبكَ من عيبٍ يدنسهُ إن البياضَ قليلُ الحملِ للدنسِ
كحاملٍ لثيابِ الناسِ يغسُلها وثوبهُ غارقٌ في الرجسِ والنجسِ
تبغي النجاةً ولم تسلكْ طريقتها إن السفينةَ لا تجري على اليبسِ
ركوبكَ النعشَ ينسيكَ الركوبَ على ما كنتَ تركبهُ من بغلٍ ومن فرسٍ
يومَ القيامةِ لا مالٌ ولا ولدٌ وظلمةُ القبرِ تنسي ليلةَ العرسِ
في الصداقة
إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكلفًا فدعهُ ولا تكثرْ عليهِ التأسفا
ففي الناسِ أبدالٌ وفي التركِ راحةٌ وفي القلبِ صبرٌ للحبيبِ ولو جفا
فما كلُ ما تهواهُ يهواكَ قلبهُ ولا كلُ من صافيتهُ لكََ قد صفا
إذا لم يكنْ صفوَّ الودادِ طبيعةً فلا خيرَ في خلٍ يجيءُ تكلفا
ولا خيرَ في خلٍ يخونُ خليلهُ ويلقاهُ من بعد المودةٍ بالجفا
وينكرُ عيشاً قد تقادمَ عهدهُ ويظهرُ سراً كانَ بالأمسِ قد خفا
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكنْ بها صديقٌ صدوقٌ صادقِ الوعدِ منصفا
مَا أكْثَرَ الإخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ لَكِنَّهُمْ في النَائِبَاتِ قَلِيلُ
في الغر
أرى الغرَّ في الدنيا إذا كان فاضلاً تَرَقَّى عَلَى رُوسِ الرِّجَال وَيَخْطُبُ
وَإنْ كَانَ مِثْلي لا فَضِيلَةَ عِنْدَهُ يُقَاسُ بِطِفْلٍ في الشَّوَارِعِ يَلْعَبُ
في الزمان ومحاسبة النفس
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانِ بغيرِ ذنبٍ ولو نطقَ الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لحادثة الليالي
فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً
وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا
وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب
يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا تر للأعادي قط ذل
فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ
فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي
وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ
ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا
فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعة ً ولكن
إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
فما يغني عن الموت الدواءُ
في حفظ اللسان
أحفظ لسانـــك أيها الإنسان
لا يلدغنك .. إنه ثعبـــــــان
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الأقران
ستة ينال بها الإنسان العلم:
أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبيك عن تفصيلها ببيــــان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلاغة
وصحبة أستاذ وطول زمان
في فضل السكــوت
وجدت سكوتي متجرا فلزمته
إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر
وتاجره يعلو على كل تاجر
في الإعتماد على النفس
مَا حَكَّ جِلْدَك مِثْلُ ظِفْرِكَ
فَتَوَلَّ أنْتَ جَمِيعَ أَمْرِكَ
القناعــة .. رأس الغنى
رأيت القناعة رأس الغنى
فصرت بأذيالها متمسكْ
فلل ذا يراني على بابه
ولا ذا يراني به منهمــــــكْ
فصرتُ غنيًا بلا درهمٍ
أمرُ على الناسِ شبه الملك
في التعلّم
ومن لم يذق مُرّ التعلّم ساعة
تجرّع ذُلّ الجهل طول حياته
تعلّم فليس المرءُ يولد عالمًا
وليس أخو العلم كمن هو جاهلُ
في التعامل مع السفيه
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ
فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ
فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ
وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ
وقال أيضًا:
أَعرِض عَنِ الجاهِلِ السَفيه
فَكُلُّ ما قالَ فَهُوَ فيهِ
ما ضَرَّ بَحرَ الفُراتُ يَوماً
إِن خاضَ بَعضُ الكِلابِ فيهِ
تقوى الله
يريد المرء أن يعطى مناه
ويأبى الله إلا مـــــــــــا أراد
يقول المرء فائدتي ومالي
وتقوى الله أفضل ما استفاد
تعليقات
إرسال تعليق