نصائح لتجنب نوبات القولون العصبي الشديدة
مرض القولون العصبي من الأمراض الشائعة التي يربطها البعض بالتعرض لصدمة نفسية او المعاناة من حساسية اللاكتوز وعدد من المعتقدات الخاطئة الأخرى.
ويفند د. طريف العنزي، اختصاصي امراض الجهاز الهضمي والمناظير في مستشفى الهادي، 9 معتقدات خاطئة حول القولون العصبي.
1- الصدمة النفسية سبب الإصابة بالقولون العصبي
- الحقيقة: يعرف بأن العوامل النفسية والوراثية تلعب دورا في تطور أعراض القولون العصبي. ومع ذلك، فبعض الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي لا يواجهون درجة كبيرة من التوتر او صدمات النفسية.
وبما أن جميع البشر يمرون بصدمات نفسية، فلماذا يصيب القولون العصبي فئة منهم فقط؟ والإجابة هنا تكمن في شخصية الفرد وطريقة تعامله مع عقبات الحياة اليومية وليس مقدار ما يواجهه من مشاكل. فمن يتمتعون بشخصية مرنة وايجابية وتتأقلم مع صعوبات الحياة تنخفض فرصة اصابتهم بالقولون العصبي. اما من يتمتعون بشخصية حساسة وصعبة فالعصبية تزيد فرصة اصابتهم بالقولون العصبي.
وأضاف: أشارت أبحاث إلى أن مستويات هرمونات التوتر والأزمات النفسية تؤثر سلبا في تكوين بكتيريا الأمعاء وتلعب دورا في شدة متلازمة القولون العصبي. وأظهرت الدراسات ايضا أن التوتر لا يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر فقط، بل وتغير بيئة القناة الهضمية البكتيرية بطريقة تجعلها أكثر حساسية للتوتر العصبي. وهذا يعني أنه بعد الخروج من الفترة العصيبة فإن أمعاءك ليست كما كانت من قبل. وبالتالي قد تستمر أعراض القولون العصبي الناتجة عن الإجهاد على الرغم من زوال التوتر. وهذا الامر شائع جدا لدى مرضى القولون العصبي.
2- تشخيصه يعتمد على أخذ خزعة من الأمعاء
- الحقيقة: يمكن تشخيص القولون العصبي من خلال الفحص السريري الدقيق واخذ تاريخ المريض. وذلك بناء على «معايير روما الرابعة»، مثل: أن يكون المريض يعاني من أعراض آلام البطن مرة واحدة على الأقل أسبوعياً ويترافق معها تغيير في تواتر البراز وطبيعته وأن يخف أو يختفي الألم بعد التبرّز.
وأوضح د. طريف أن ذلك يجب ان يرافقه غياب في علامات الخطر وهي:
- نزول الوزن من دون اتباع حمية
- انسداد في الشهية.
- فقر في الدم (أنيميا) غير مفسر
- نزيف أو دم في البراز.
فأي من علامات الخطر يتطلب الإسراع في إجراء فحص القولون عبر المنظار لتقصي الإصابة بأمراض خطرة.
3- القولون العصبي قابل للشفاء
- الحقيقة: لا علاج يشفي تماما من مرض القولون العصبي، ولكن هناك طرقاً مختلفة للتعايش معه وتخفيف نوباته، بما في ذلك مزيج من الأدوية وتغييرات نمط الحياة المصممة بحسب الحالة الفردية لكل شخص. والأهم هنا هو ادارة المرض عبر اتباع ارشادات تغذوية مثل الألياف والبروبيوتيك (وهي ألياف نباتية متخصصة تعمل على تحفيز نمو البكتيريا في الأمعاء، وتتوافر في العديد من الفواكه والخضروات) وتعزيز الاسترخاء وممارسة الرياضة. أما بالنسبة للأدوية، فهي تساعد في تخفيف الأعراض التي يسببها القولون العصبي وتقليل نوباته.
4- مرض غير مضر ولا يؤثر في الحياة
- الحقيقة: هذا الاعتقاد خاطئ، فصحيح ان هذا المرض غير مضر او مهدد للحياة ولكن أعراضه قد تكون شديدة ومحرجة بشكل يضر جودة الحياة ويزيد تكاليف الرعاية الصحية.
ويشرح د. طريف قائلاً: قد تسبب الأعراض تأثيراً سلبياً في حياة المصاب، فكثير من المصابين يشيرون الى تفاديهم الخروج من المنزل او اخذ عدد من الأيام إجازة من العمل حتى لا يضطروا الى تكرار قصد الحمام في الخارج أو الامتناع عن قيادة السيارة حتى لا تفاجئهم الأعراض اثناء القيادة (كإسهال شديد او إمساك وآلام شديدة). وقد أبرزت إحدى الدراسات الأثر السلبي للقولون العصبي عبر إبلاغ المرضى بأنهم سيتخلون عن 10 سنوات من عمرهم من أجل علاج فوري لحالتهم.
5- على المصاب ممارسة أي نوع من الرياضة
- الحقيقة: ممارسة التمارين الرياضية أمر مفيد لتحسين اعراض القولون العصبي وتقليل نوباته ولكن هذه الفائدة لا ترتبط مع جميع انواع الرياضات. فالرياضات التنافسية ورفع الاثقال تزيد التوتر والضغط العصبي والإجهاد البدني مما يزيد الاعراض.
6- التأمل لا يفيد
- الحقيقة: أظهر التأمل والتنفس العميق أنهما يساعدان على الاسترخاء وإدارة التوتر وأيضا تحفيز تغييرات ايجابية في الدماغ وكيفية معالجتنا للأفكار والأحاسيس والاستجابات العاطفية. وذلك يؤثر بدوره بشكل إيجابي في آلية الإشارات العصبية للقناة الهضمية، وبالتالي تحسين أعراض القولون العصبي.
7- من المفيد اتباع حمية خالية من اللاكتوز
- الحقيقة: على الرغم من أن العديد من المصابين بالقولون العصبي يبلغون عن عدم تحمل اللبن، إلا أنه لا رابط قاطعاً بين القولون العصبي وعدم تحمل اللاكتوز. ونظراً لأن حوالي ثلثي البشر يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، فمن المحتمل أن يكون الشخص مصاباً بحساسية اللاكتوز والقولون العصبي معاً. وهذا يعني أن الاستغناء عن منتجات الألبان قد يساعد البعض في تخفيف أعراض الجهاز الهضمي.
ويشرح د. طريف موضحاً: تناول بعض انواع الاطعمة قد يسبب استثارة اعراض القولون العصبي، لذا من المفيد ان يتعرف المريض على هذه الاطعمة ويتجنب تناولها. ولكن لا حمية خاصة لمرضى القولون العصبي لأن الاطعمة المثيرة للأعراض تختلف من شخص الى آخر.
8- الصوم يريح القولون العصبي
- الحقيقة: تقليل عدد مرات تناول الطعام من ثلاث مرات إلى مرتين في اليوم قد يقلل الأعراض التي تعاني منها يومياً. ولكنه ليس بالضرورة الطريقة الصحيحة لعلاج المرض.
9- تناول الألياف يخفف المرض
- الحقيقة: إذا كان المريض يعاني من إمساك مزمن، فيمكن أن يساعده تناول الألياف في علاج هذه الحالة، ولكن مع شرط عدم الإفراط في تناولها، لأن الإفراط في تناولها قد يسبب احتباس الغازات والتطبل والمغص.
أهم مسببات النوبة
1- أسباب نفسية: يلحظ المصاب أن أعراضه تصبح شديدة بعد تعرضه إلى ضغط نفسي أو موقف محزن أو أرق وقلة نوم مثلاً.
2- أسباب تغذوية: تناول بعض الأغذية قد يسبب تهيج الحالات وبدء الأعراض. وتختلف نوعية هذه الأطعمة من شخص إلى آخر، ولكنها غالباً ما تشمل التالي:
- المعجنات ومنتجات الطحين الأبيض.
- بعض الفواكه والخضروات، مثل الحمضيات والخضروات الورقية والفواكه السكرية.
- البقوليات.
- منتجات الحليب والقهوة والشاي.
- بعض الخضروات التي تسبب تكون الغازات، مثل الملفوف والقرنبيط والثوم والبصل.
- الفلفل الحار والبهارات الحارة.
اضطراب عصبي - وظيفي في الأمعاء
أشار د. طريف العنزي إلى أن سبب متلازمة القولون العصبي هو اضطراب عصبي - وظيفي في الأمعاء وليس مرضاً نفسياً.
وقال: إن الأعصاب المحيطة بالأمعاء تكون مضطربة وشديدة الحساسية، الأمر الذي يؤدي إلى تشنجها وشلل في حركة الأمعاء أثناء نوبة المرض، وبالتالي إصابة المريض بأعراض معوية مؤلمة ومزعجة. وهذا المرض مزمن ويظهر على شكل نوبات أعراض، تختفي وتخف أحياناً، ثم تبدأ وتشتد تبعاً لحدوث مثيرات، مثل الضغط النفسي والتوتر أو تناول أطعمة مهيجة.
نصائح للمصابين
قدم د. طريف نصائح مهمة للمصابين بالقولون العصبي من أجل تجنب نوباته الشديدة والتخفيف من أعراضه، وهي:
1- تناول الأغذية التي تحتوي على كثير من العناصر الصحية والغذائية.
2- الحرص على تناول كمية كبيرة من السوائل خلال فترة اليوم.
3- الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بشكل يومي.
4- الحرص على النوم بشكل صحي، على ألا يقل عن 8 ساعات يومياً.
5- تجنب تناول الأطعمة التي تزيد من أعراض القولون العصبي، مثل البقوليات والأطعمة التي تحتوي على البهارات والتوابل والأطعمة المقلية.
6- الحرص على استشارة الطبيب حتى يتم العلاج بطريقة سليمة من خلال العلاج الدوائي المناسب.
تعليقات
إرسال تعليق