تضخّم اليدين من أعراض الإصابة بورم في الغدة النخامية
الغدد الصماء أعضاء حيوية صغيرة، لها وظائف هرمونية وعصبية مهمة جداً لصحة الجسم. وتشمل هذه الغدد: الغدة الدرقية، الغدد فوق الدرقية، الغدة الكظرية، الغدة النخامية، خلايا البنكرياس وغيرها. قد تصاب هذه الغدد بأورام (سواء حميدة أو خبيثة) يمكن تسميتها بأسماء مختلفة، اعتماداً على مكان وجودها، حسب الغدة المصابة، أو نوع الخلية التي تبدو عليها.
الغدة النخامية بشكل خاص، هي عبارة عن عضو بحجم حبة البازلاء متصلة بالدماغ، تتحمل مسؤولية إنتاج عدة هرمونات، كما تؤثر بشكل مباشر في النمو والخصوبة واتزان عمل الغدد الأخرى.
وشرح د. محمد دغيم استشاري جراحة الدماغ والاعصاب في مستشفى وارة، قائلاً: «أورام الغدد الصماء قد تسبب تدهوراً كبيراً في الصحة وجودة الحياة، بل وقد تسبب الوفاة مبكراً. ومن أهمها أورام الغدة النخامية. خصوصية هذه الأورام تكمن في أن تأخر تشخيصها وعلاجها يساهمان في حدوث مضاعفات صحية دائمة، تقلل جودة الحياة ونسبة الشفاء منها، بينما كان يمكن علاجها بنجاح لو تم اكتشافها مبكراً».
أعراض للإصابة
إصابة الغدة النخامية بالورم يسبّب فرط إفرازها لهرمون النمو، وبالتالي حدوث مرض يسمى (ضخامة نهايات الأطراف العظمية). وتقترن الإصابة بهذا المرض بمضاعفات صحية خطرة، ففي بداية المرض عند البالغين، تظهر أعراض مميزة على المصاب، مثل:
1 - تضخم حجم اليد والقدم.
2 - الشعور بتضخم في ملامح الوجه واللسان والأنف.
3 - تكرار الشكوى من الصداع.
4 - انخفاض الخصوبة والقدرة الجنسية، حيث يعاني الرجل من الضعف الجنسي، بينما تعاني المرأة من اضطراب الدورة الشهرية.
5 - قد يشكو المصاب من مشاكل بصرية تسبب الرؤية النفقية (ضيق المساحة البصرية).
6 - زيادة تركيز هرمون النمو يرفع خطر الإصابة بالسكري ويرفع ضغط الدم.
7 - تضخم حجم الأعضاء الداخلية وسرطان القولون وأمراض القلب قد يؤدي إلى الموت المبكر.
8 - إصابة الطفل في طور النمو بهذا النوع من الأورام يؤدي إلى العملقة وزيادة كبيرة في طول القامة.
لماذا الأعراض غير واضحة؟
بيّن الدكتور محمد دغيم أن معظم المرضى لا يلحظون الأعراض السابق ذكرها، لأنهم تعودوا على شكل أجسامهم ووجوههم، وينسبون تضخم حجم الأطراف والأعراض الأخرى إلى زيادة الوزن وتقدم العمر.
وأضاف: «غالباً ما تستمر الإصابة بورم الغدة النخامية بشكل خفي لعدة سنوات، قبل تشخيصها، ما يؤثر سلباً في الصحة. لذا، فإن تشخيص وعلاج هذه الأورام مبكراً قبل حدوث مضاعفاتها التي تهدد صحة الأعضاء الداخلية، خاصة القلب، أمر ضروري لتفادي الخطر، فالعلاج المبكر من خلال استئصال الورم ورجوع اتزان معدل هرمون النمو يزيد نسبة الشفاء واختفاء الأعراض واستعادة المصاب لصحته. وعليه، تجب زيادة الوعي بأهمية ملاحظة هذه الأعراض من قبل المصاب وطبيب الرعاية الأولية، حتى يتم تحويل الحالات التي تشكو من هذه الأعراض إلى متخصص في أمراض الغدد الصماء والأورام».
عوامل الخطر
أشار الدغيم إلى أن الطب توصل إلى اكتشاف السبب المباشر للإصابة بورم الغدة النخامية وضخامة الأطراف العظمية: «للوراثة دور في إصابة بعض الحالات، فقد دلت الدراسات إلى ارتباطها بالإصابة بمتلازمة الأورام، مثل أورام الجهاز الهضمي (خاصة ورم البنكرياس) وأورام الجهاز التنفسي، ومتلازمة فرط هرمون النمو العائلي أو الوراثي، فهذه الحالات تزداد لديها نسبة الإصابة، وتنصح العائلة المصابة بهذه المتلازمة بالفحص الجيني ومراقبة معدل هرمون النمو دورياً».
طبيعة العلاج
الحل الأساسي لأورام الغدة النخامية هو:
• استئصال الورم جراحياً من خلال عمليات المناظير الجراحية التي تجري عبر فتحة الأنف (في حالات نادرة يتطلب إجراؤها عبر فتح الجمجمة)
• بعد العملية الجراحية يتم تقييم معدل هرمون النمو في الجسم.
• في حالة عدم استعادة اتزان إفراز هرمون النمو، تجرى عملية جراحية ثانية لاستئصال خلايا الورم بالكامل.
• قد يستعان ببعض الأدوية، مثل الأدوية التي تتحكم في إفراز هرمون النمو وتعمل على تصغير حجم الورم.
هرمون الحليب
بعض أورام الغدة النخامية تؤثر في إفراز هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون المسؤول عن إفراز حليب الثدي، وتسمى (برولاكتينوما).
وشرح الدغيم: «تظهر على النساء المصابة بهذه الأورام عدة أعراض، مثل إفراز الحليب من الثدي، واضطراب الدورة الشهرية، والعقم. أما الرجال المصابون بهذه الأمراض فيحصل لديهم التثدّي، وضعف الانتصاب، وقلة الرغبة. وفي حال زيادة حجم الورم إلى حجم كبير سيصاب المصاب (سواء كان رجلاً أو امرأة) بأعراض بصرية، خاصة الرؤية النفقية، والصداع، وقد يتسبب في حدوث ارتفاع في الضغط داخل الدماغ، أو ما يسمى الاستسقاء الدماغي، ويُعالج معظم الحالات المصابة بورم صغير الحجم من خلال أدوية الدوبامين، بينما تعالج الحالات المصابة بحالة متقدمة من الورم عبر التدخل الجراحي (استئصال عن طريق الأنف أو في حالات نادرة عن طريق الجمجمة). وفي حالات بقاء أجزاء ملتصقة بالأوعية الدموية سيحتاج الطبيب إلى إجراء العلاج الشعاعي (تقنية سكين غاما أو غاما - نايف)».
تعليقات
إرسال تعليق