مخاطر النوبات القلبية قد تقل باستخدام بدائل الملح
لطالما عرف الاطباء بأن استهلاك الملح هو عامل خطر لارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية. وتنص توصيات جمعية القلب الأميركية بتقنين تناول الاصحاء لملح الطعام الى 2300 ملليغرام (ما يعادل ملعقة) بحد أقصى يوميًا. بينما يوصى المصابون بارتفاع ضغط الدم بتناول ما لا يزيد على 1500 ملليغرام يوميا. كما بينت دراسات عدة أن تقليل كمية الملح التي تتناولها، حتى لو بمقدر 1000 ملليغرام له تأثير ملحوظ في الحفاظ على الصحة بشكل عام. من الوسائل التي يمكن الاستعانة بها لتقليل كمية الملح المتناولة يومياً، هي استعمال بدائل الملح (ملح كلوريد البوتاسيوم). ووفقاً لمراجعة جديدة للدراسات المنشورة في مجلة القلب، خلص الباحثون الى ان التعود على بدائل الملح يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والوفاة من جميع الأسباب. وعلقت د. تريستا بست، طبيبة التغذية واستشارية المكملات الغذائية في شركة بالانس ون قائلة: «يجب ألا يستهلك البالغون المصابون بارتفاع ضغط الدم أكثر من 1500 مجم من الصوديوم يوميًا، وهو ما يعادل نصف ملعقة صغيرة تقريبًا من الملح. كما أن حالات اخرى تنصح بتقنين تناول الملح ايضا مثل المصابين بمشاكل وأمراض الكلى، من لديهم تاريخ بحصوات الكلى، المعرضين لهشاشة العظام. وذلك لأن الملح يتسبب في فرط إفراز الكلى للكالسيوم عبر البول. مما يضع ضغطاً على الكلى وقد يلحق الضرر بكثافة وقوة العظام». وخلصت مراجعة بحثية الى ان استخدام بدائل الملح، عوضاً عن ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) ساهم في خفض المخاطر التالية: ◄ %11 من الوفاة المبكرة لأي سبب ◄ %13 من الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب ◄ %11 من خطر الاصابة بالنوبات القلبية استخدام بدائل الملح مفيد لتقليل تناول الملح، ولكن الخبراء ينبهون الى أن احتواءها على البوتاسيوم (عنصر معدني) قد يشكل تحديا لبعض الحالات مما يؤدي الى زيادة تركيزه في الجسم وحدوث اضرار صحية. ويشرح د. ديفيد كاتلر، اختصاصي طب الأسرة في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في كاليفورنيا، قائلاً: «بدائل الملح التي تحتوي على كلوريد البوتاسيوم بدلاً عن كلوريد الصوديوم، من الطرق التي تضيف نكهة إلى الطعام مع تقليل تناول الصوديوم. ولكن ذلك يعد خياراً ممنوعاً على الذين يعانون من ضعف في وظائف الكلى أو الذين يتناولون أدوية معينة». هل ينصح بتناول مكملات البوتاسيوم؟ صحيح أن الدراسات تظهر بأن البوتاسيوم المتوافر في بدائل الملح يخفض ضغط الدم، ولكن ذلك لا يعني بأن تناول مكمل البوتاسيوم أمر ينصح به لعلاج وخفض ضغط الدم. وأوضح د. ريجفيد تادوالكار، طبيب القلب في مركز بروفيدنس سانت جون: «أن تناول البوتاسيوم المتوافر في بديل الملح يمكن أن يفيد في خفض ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. كما نعلم أن تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم (كالخضروات والفواكه والزبادي) نصيحة مفيدة (للأسباب نفسها). ولكن تناول مكملات البوتاسيوم ليس بالضرورة مفيدًا للجميع، لأن ذلك قد يؤدي الى ارتفاع تركيز البوتاسيوم في الدم وحدوث اختلال في معدلات المعادن ومشاكل صحية خطرة». اعتقاد خطأ وفقاً إلى د. ماثيو بلاك، اختصاصي التغذية في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو، فمن الخطأ الاعتقاد بأن الأنواع البديلة للملح (مثل ملح البحر وجبال الهيمالايا والكوشر) تعد خياراً أفضل وأكثر صحة بالنسبة لمحتواها من الصوديوم؛ لأن جميع أنواع الملح هذه تحتوي على الصوديوم؛ لذا يجب أيضاً تقنين استخدامها. ماذا نأكل لتحسين صحة القلب؟ بين د. ريجفيد أن الإجابة على هذا السؤال لا تقتصر على تحديد كمية الملح الذي تتناوله او معرفة كيفية التلاعب بمحتوى الصوديوم لما تأكله، بل في تغيير ما تأكله بشكل عام. وشرح قائلاً: «لا نوصي ببدائل الملح، ولكن بدلاً من ذلك نوصي بتعزيز مذاق الطعام عبر إضافة التوابل والأعشاب سواء كانت مجففة أم طازجة. ونظراً لأننا معتادون على الأطعمة المملحة والصلصات والتوابل الغنية بالملح، مثل صلصة الصويا والترياكي والكاتشب والأملاح السوداء والهيمالايا الشائعة، فقد يستغرق تعود براعم التذوق على اختفاء الملح من الطعام أسابيع عدة أو شهوراً لإجراء هذا التعديل». وإضافة الى ذلك ينصح الدكتور بعادات غذائية أخرى، مثل: ◄ زيادة تناول الأطعمة الطازجة والخالية من الصوديوم والغنية بالعناصر الغذائية كالفواكه والخضروات الطازجة. ◄ زيادة شرب الماء وعدم انتظار الشعور بالعطش. ◄ تناول حفنة من المكسرات النيئة او زيت السمك او مصدر من مصادر الاوميغا يومياً. ◄ الامتناع عن تناول الوجبات السريعة والمقليات.
تعليقات
إرسال تعليق