الإساءة إلى الأطفال دمار نفسي وأمراض في المستقبل
أثبتت الدراسات أن تعرض الأطفال إلى الاعتداء والإساءة بشكل متكرر يخلف الكثير من الآثار الضارة، ولا تقتصر على مرحلة الطفولة فقط، بل تزداد شدتها مع تقدم العمر. وقال الدكتور خالد كالندر استشاري أمراض الأطفال ورئيس فريق حماية الطفل في مستشفى جابر الأحمد إن من أهم أعراض الاعتداء على الأطفال المعاناة من الألم، والإصابات الجسدية إلى قد تؤدي إلى إعاقة، إضافة إلى الآثار النفسية، مثل نقص الثقة بالنفس وبالآخرين، واضطربات الشخصية، وتقبّل العنف والتعنيف، والعنف في التعامل مع الآخرين. ولفت الدكتور أيضاً إلى أن من آثار العنف مع الأطفال تأخر تحصيلهم الدراسي وارتفاع فرصة تعاطيهم المخدرات ومعاناتهم من أمراض نفسية، مثل الكآبة، ومحاولة الانتحار. وعما يصيبهم مع تقدمهم في العمر، أفاد كالندر بأنهم عرضة لزيادة الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي، وربما الموت المبكر. أمثلة واضحة لفت الدكتور كالندر إلى أن قانون حماية الطفل أعطى أمثلة عدة توضح طرق تعرض الطفل للإساءة، وهي: ◄ العنف الجسدي: مثل الركل أو الضرب باستخدام أداة أو اليد. ◄ الإساءة العاطفية: مثل إهانة الطفل وتحقيره وإهماله عاطفياً. ◄ الإساءة الجنسية: مثل الممارسة أو المَشاهد أو استخدام ألفاظ. ◄ الإهمال: مثل عدم رعايته أو استغلاله لأغراض تجارية. الأكثر انتشاراً بيّن الدكتور خالد: «لوحظت في الآونة الأخيرة زيادة في عدد البلاغات التي تتعلق بالاعتداء الجنسي أو الإساءة للأطفال. وذلك لا يعني أن عدد هذه الحالات زاد عن السابق، بل أعتقد أن زيادة وعي المجتمع تسببت في عدم السكوت عنها، والتشجع للتبليغ عن هذه الحالات». الفئة العمرية وأوضح الدكتور خالد أن «جميع الفئات العمرية للأطفال معرضة للاعتداء والإساءة من دون استثناء، بدءاً من الولادة وإلى عمر الـ 13، إلا أن الأصغر سناً أكثر تعرضاً للعنف محلياً، وأكثر البلاغات التي تصل إلينا تختص بفئة الأطفال من عمر 5 سنوات إلى 12 سنة، لأن الطفل في هذا العمر يبدأ في قصد المدرسة يومياً، ما يزيد فرصة ظهور واكتشاف دلالات الاعتداء والإساءة، سواء كانت جسدية أو أي نوع آخر». مسببات انتشاره وأشار الدكتور كالندر إلى عوامل مجتمعية تزيد فرصة تعرض الأطفال للاعتداء وعدم التبليغ عن هذه الحالات، من أهمها: ◄ تقبّل العنف وسيلة تربوية واعتقاد الأبوين بأن الطفل ملكية شخصية، وعليه إطاعتهما مهما كان الوضع. ◄ وصمة العار التي تلتصق بالطفل، ما يقلل فرصة الإفصاح عنها، وحرمانه من العلاج الذي يحتاجه. ◄ الفقر ووجود اعتقاد بأفضلية عدم التدخل في شؤون أسر الأقرباء، والخوف من ردة فعل الأسرة. طبيعة العلاج ¶ ضرورة الإبلاغ عن الحالات، فهو يحمي جيلاً كاملاً. ¶ إزالة الطفل من البيئة التي تعرضه للعنف والاعتداء. ¶ معالجة ما تخلفه هذه الاعتداءات جسدياً ونفسياً. ¶ توفير الدعم المجتمعي والمؤسسي لهذه الحالات. دلالات التعرض للاعتداء ◄ وجود إصابات غير مفسرة على الطفل ◄ عدم تناسب القصة التي يرويها الوالدان ◄ تغير قصة تعرضه للإساءة مع مرور الوقت ◄ تكرار تعرض الطفل لحوادث بفترة قصيرة رسالة مهمة للوالدين أكد الدكتور خالد أن أفضل علاج لهذه المشكلة هما الوقاية وزيادة الوعي المجتمعي: «من المهم نشر الوعي بأن هناك وسائل تربوية فعالة بعيدة عن العنف، ولها نتائج جيدة، وساهمت في تطور أجيال المجتمعات التي طبقتها. لذلك، فمن ضمن مسؤولية الوالدين أن يحرصا على زيادة وعيهما وثقافتهما بالطرق التربوية المناسبة، وقصد المختصين لسؤالهم عن كيفية معالجة وتهذيب أي مشكلة سلوكية في الطفل». د. خالد كالندر
تعليقات
إرسال تعليق