الأطفال العنيدون شديدي الذكاء، وما علينا سوى تفهمّهم... نصائح تربوية
كثيراً ما يثير دهشة الوالدين، اللّذين أنجبا أكثر من طفل، عدم التشابه بين أطفالهما من حيث مزاياهم الشخصيّة. وقد يستخدم الوالدان أسلوب المقارنة بين الطفلين الأول والثاني مثلاً، أو بين طفلهما وأقرانه الآخرين، ثم يتساءلان عن س بب عدم كون طفلهما هادئاً أو مطيعاً أو قابلاً للتكيّف كغيره من الأطفال. فهل إنجاب طفل بمزاج صعب يمثل تحدّياً للآباء والأمهات، أم انّ ذلك يمثّل تجربة رائعة تنتظر ح إلى عنادهم العجيب، هم في الواقع مشاريع قادة محتملين، وذوي أفكار واضحة، وأطفال يتوقون لاستكشاف العالم والسيطرة عليه. لماذا تؤرق هذه الصفات الوالدين، إذاً؟ ولماذا يحاولان انتزاعها منهم أو انتزاعهم منها؟ ليس كل عناد مرضاً، فغالباً ما يكون الأطفال العنيدون شديدي الذكاء، وما علينا سوى تفهمّهم، والتعاطف معهم، فقد يعلّموننا، يوماً ما، دروساً قيّمة تغيّرنا كأبوين وكأفراد! فإذا كنت مستعداً لخوض مغامرة تربية طفل عنيد، إليك بعض النصائح المفيدة، بحسب موقع هيلث: ◄ اعتمد معه حواراً صحيحاً يستجيب الأطفال ذوو الشخصيّة القويّة أو المزاج الصعب للحوار اللطيف. فإذا كنت تريد منه الامتثال لقاعدة ما، أو أداء مهمة جديدة، أو التعامل مع موقف غير سار بالنسبة له.. خذ الوقت الكافي لشرح السبب، ولماذا يتوجّب عليه مغادرة الحديقة على سبيل المثال، أو لماذا يتعيّن عليه قضاء الليلة مع أجداده، وما إلى ذلك.. وإنْ بدا أنّ الطفل لا يفهم بسبب صغر سنّه، ستجعله تلك التفسيرات أكثر استعداداً لقبول الموقف. ◄ لا تمارس العنف عليه يعاني هؤلاء الأطفال من سلبيّة مزعجة يمارسونها يومياً، فيُصابون بنوبات غضب متكرّرة لأتفه الأسباب، كالاضطرار إلى الذهاب للحمام أو الاستيقاظ في وقت محدّد، مما يثير حفيظة الأهل الذين يضطرون إلى ممارسة العنف عليه كضربه أو هزّه بقوة، وتلك ممارسات خاطئة يجب يُستبدل بها الصّبر والتحكّم في ردود الأفعال والتفهّم والتعاطف معه، لأنّ العنف لا يجلب سوى مزيد من العنف، والقسوة أو الصراخ أو التهديد لن تؤدّي سوى إلى انزعاج الطفل وتصعيد النزاع. ◄ دعه يختار ليس أسوأ من أن يضطر الطفل العنيد إلى الخضوع لإرادة الآخرين، فهو يملك أفكاره الخاصة التي يريد اتباعها. لذلك، ابتعد من مخاطبته بصيغة الأمر ولا تتعالَ على قراراته. حاول أن تقدّم له مجموعة احتمالات ليختار هو ما يريده منها. وسواء في ذلك إنْ تعلّق الأمر بالملابس أو الطعام أو الأنشطة الترفيهيّة، حاول أن تقدّم للطفل مجموعة من البدائل، ودعه يختار ليشعر بأنه صانع القرار أو المشارك فيه. وسيجنّبك ذلك الخوض في النزاعات التي تنشأ عندما تخاطبه بطريقة متعالية وأحادية. ◄ امنحه الاهتمام الإصغاء يؤمن الاتصال الحقيقي بينك وبين طفلك العنيد والمتشبّث. إنّه هدية حقيقية للطفل الذي يود أن يبدي رأيه وأن يكشف عن رغباته، وأن يشير إلى ما يحبّه وما يكرهه. هذه المساحة للتعبير التي يمنحها الأب لطفله بدلاً من إدارة حياته هي العنوان العريض للاهتمام به وبهواياته وشغفه، وللحصول في المقابل على تعاونه، وتكوين علاقة صحية ومتينة عمادها الثقة المتبادلة والحب والاحترام. ◄ تجنّب مقارنة طفلك بأقرانه الآخرين قد يكون لأشقائه أو أبناء عمومته أو أقرانه مزاج أسهل من مزاجه، أو ربما يكون هؤلاء أكثر قدرة على التكيّف وأقلّ تطلّباً منه، لكنّ هذه الأمور لا تجعل طفلك أقل منزلة من الآخرين. يقع على عاتق الوالدين تحفيز الطفل بدل لومه، وتقدير ميزاته بدل التركيز على انتقاد سلبياته. قدّر روحه القياديّة وذكاءه وحنكته وعاطفته. لا تحاول تغييره، أحبب طفلك كما هو ولأنّه هو.
تعليقات
إرسال تعليق