القائمة الرئيسية

الصفحات

السيطرة المفرطة من قبل الوالدين في مرحلة المراهقة، تعيق تطور شخصية الأبناء

الوالدان يحاولان بشكل روتيني توجيه أطفالهما نحو التكيف الناجح مع الحياة ومساعدتهم على عدم الوقوع في الغلط، بيد أن فرط التوجيه أو التحكم في خيارات الطفل له نتائج سلبية تستمر طوال العمر. فقد أشارت دراسات عدة إلى أن السيطرة المفرطة، خاصة خلال مرحلة المراهقة، تسبب إعاقة لتطور شخصية البالغ بشكل يصعب إصلاحه لاحقاً. وفي ما يلي أهم الآثار السلبية الطويلة الأمد التي خلصت لها أبحاث من جامعة فيرجينيا ونشرتها مجلة «تنمية الطفل». 1 - يقلل جودة علاقاتهم مستقبلاً: خلصت الدراسة التي استمرت لمدة 20 عاماً الى أن اتباع الوالدين أساليب الاستبداد والسيطرة المفرطة (يسمى التربية الهيلكوبتر)خاصة خلال فترة المراهقة (12 الى 15 عاماً) يرتبط بصعوبة تكوين وحفاظ المراهقين مستقبلاً على العلاقات الاجتماعية. وشرحت الباحثة الرئيسية د. إميلي لوب، قائلة: «يعتمد نمو المراهق على عامل رئيسي هو تطوير الاستقلالية خلال فترة التغير الجسدي والنفسي التي يمر بها وهو طفل، ما يتعارض مع التربية الصارمة والمتحكمة». كما توصلت دراسة أخرى الى أن الأمومة «الهليكوبتر» قد تضر بالأطفال أكثر مما تنفع، حيث وجدت أن من اعتمدت تربيتهم على هذا الأسلوب كانوا يواجهون صعوبة أكبر في إعطاء الثقة للاخرين وفي تكوين العلاقات الرومانسية كبالغين. 2 - يخفّض تحصيلهم علمياّ وثقتهم نفسياً: الأطفال الذين يستخدم آباؤهم هذا التكتيك يميلون إلى المرور بمشاكل دراسية مثل العزلة الاجتماعية، انخفاض الدرجات الدراسية، انخفاض احترام الذات وعدم الاستقلالية. كما كان هؤلاء المراهقون أقل نضجاً نفسياً وأقل جذباً من قبل أقرانهم. 3 - انخفاض الاستقلالية: تظهر الأبحاث أن الأطفال الذين لديهم آباء مسيطرون قد يواجهون صعوبة في تطوير الاستقلالية (القدرة على التفكير بأنفسهم والتصرف بشكل مستقل). وفائدة الاستقلالية لا تقتصر على قدرة الشخص على مواجهة الحياة وحده، فقد أثبتت الدراسات أن التمتع بإحساس صحي بالاستقلالية يجعل الشباب محبوبين أكثر ويسهّل تكوينهم للعلاقات ويجعلهم أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرهم، دون الخوف من ردة الفعل. 4 - أكثر عرضة للمشكلات النفسية: أفادت دراسات بأن أسلوب التربية المتحكم يزيد من احتمالات إصابة الأطفال مستقبلاً بالاكتئاب واضطرابات المزاج والقلق وإدمان المخدراب والكحول، وحتى الإرهاق العاطفي، فالآباء المستبدون يقوّضون قدرة أطفالهم على «التنظيم الذاتي»، وهي مهارة مهمة تدرب الشخص على ضبط النفس وحل المشكلات العاطفية والتمتع بقدرات أساسية لمواجهة عقبات الحياة. ولكن هذا لا يعني بأن هؤلاء الشباب محكوم عليهم بالمعاناة نفسياً، حيث يتمكن البعض منهم من التغلب على التأثير النفسي الذي اقترن بمراهقتم ويطورون أنماطا شخصية صحية. 5 - أكثر اعتماداً على العقاقير لتفادي الألم: أشارت دراسة أميركية إلى أن الآباء الذين يحمون أطفالهم حماية مفرطة، ولا يريدونهم أن يتألموا ولو للحظة؛ يمنحونهم العقاقير المسكنة في أسرع وقت. لذا، يتعلم ويتعود الطفل على اللجوء إلى هذه العقاقير لا إرادياً للتخلص من الألم الجسدي والنفسي أيضاً، فهو لم يتعود على التعامل الصحي مع الألم وكيفية مواجهته. هل أنت متحكم أم صارم؟ قد تعتقد بأنك تمارس الأبوة أو الأمومه المكثفة (الحازمة) بمعنى أنك تضيع الكثير من الوقت والطاقة والتفكير في تربية أطفالك، وهذا نوع صحي وجيد في التربية ويختلف عن التربية «الهليكوبتر» التي تطلق على من يبالغون ويفرطون في حماية أطفالهم، ويتعمّدون ألا يتركوا أي شيء للمصادفة في طريق أبنائهم، ويكون لديهم هوس مستمر في معرفة كل تفصيلة صغيرة قد يتعرض لها الطفل خارج المنزل، بل وحتى كل فكرة تجول في بالهم، حتى يحموهم من أفكارهم الشخصية. وقد يتطلب الأمر بعض التأمل الذاتي للتعرف على أنك أحد الوالدين المتحكمين. وفي مقال نشرته مجلة Chronicle of Higher Education حدد خبراء علم النفس مواصفات تلك النوعية من الآباء، وهي: ◄ خوض المعارك بدلا من أبنائك، فلا تمنحهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم. ◄ القيام بواجباتهم المنزلية حتى تضمن أن يكونوا الأفضل في الفصل الدراسي. ◄ مضايقة معلمي أبنائك ومدربيهم الرياضيين ومحاولة السيطرة عليهم بغرض السيطرة على أبنائك. ◄ الذهاب معهم في كل مكان والتأكد من جودة المكان لطفلك حتى وإن كان الموقف محرجاً له مثل حضور أعياد ميلاد اصدقائه ونشاطاته الشخصية. ◄ المبالغة في حمايتهم الجسدية، فلا تمنح الطفل فرصة اللعب والتجربة. ◄ الفشل ليس له وجود في قاموسك ما يحول حياة طفلك إلى جحيم إذا فشل في أي مهمة مسندة إليه. ◄ لا تستطيع أن تتوقف عن فرض السيطرة ومعرفة كل ما يفعله ويفكر فيه الأبناء طوال عمرهم حتى بعد تخرجهم في الجامعة وعملهم في وظائف وتكوينهم لأسرة. وبالنسبة للكثيرين، فسبب هذا التحكم يأتي من القلق بشأن ما يمكن أن يحدث للطفل إن لم يتحكموا في سلوكه أو قد يكون أسلوب التربية الوحيد الذي تعلموه من آبائهم.  نصائح الخبراء على الوالدين أن يكونا على دراية بالتأثير السلبي للتربية التي تعتمد على السيطرة والمراقبة المتحكمة على صحة المراهقين النفسية والاجتماعية، وحتى على مستقبلهم المهني. لذا، شددت د. إميلي على التالي: ◄ ضرورة المرونة ووضع قواعد تناسب كل عمر، فمن المهم أن تختلف طريقة الحوار وأسلوب التربية مع تقدم عمر الطفل. ◄ معاملة الطفل كشخص منفصل لديه آراؤه الخاصة. واحرص كولي أمر على أن تسأله عن رأيه وتسمعه حتى لو كنت تتفق معه. ◄ إذا كنت تريد أن يفعل طفلك شيئاً، فاشرح له أسباب طلبك، فهذه طريقة رائعة لتعليمه مهارات التفكير والتحليل وفن المناقشة. ◄ تذكر أن الطفل يتعلم عبر التقليد بشكل أساسي. لذا، كن قدوة له عبر تصرفاتك اليومية وحتى طريقة الحوار والشجار، فلا ترفع يدك أو تعنّف الطفل أو تجبره على عمل أمر يرفضه، فذلك سيجعله يتعامل مع الآخرين بالطريقة نفسها.
Reactions

تعليقات