يمر المرء يوميا بسلسلة من الأحداث التي تتطلب منه أن يتخذ بشأنها القرارات الصحيحة والمناسبة. بعض هذه القرارات تكون بسيطة كاختيار الطعام الذي يريد أن يتناوله أو اختيار الطريق الذي يريد أن يسلكه للذهاب لعمله. لكن البعض الآخر من قراراته يكون ذا أهمية أكبر كقرار ما إذا كان يريد تغيير مكان سكنه، أو تغيير وظيفته وما شابه.
مع وجود هذا الكم من القرارات التي يتوجب على المرء اتخاذها، يكون من المهم جدا أن يتمكن من ترتيب أولوياته بحيث لا يهدر وقته إلا على المواضيع التي تتطلب قرارات مهمة. فترتيب الأولويات يعد بمثابة العنصر الأساسي للحياة الناجحة.
عملية اتخاذ القرارات الصائبة والذكية يمكن أن تتم بطرق عدة، ومنها:
تحويل القرارات البسيطة لنوع من الروتين اليومي
لو نظرنا لقدرة المرء على اتخاذ القرارات على أنها عضلة داخل جسمه فسنكتشف أن هذه العضلة ترهق مع كثرة الاستخدام، وبالتالي فإن السعي لتقليل استخدامها سيحافظ على نشاطها بشكل يمكن المرء من استخدامها للقرارات الأكثر أهمية. ولتحقيق هذا الأمر، فإن المرء يجب أن يسعى لجعل قراراته البسيطة عبارة عن جزء في حياته اليومية.
فعلى سبيل المثال، من تابع الراحل ستيف جوبز المدير التنفيذي السابق لشركة “أبل”، كان يذهب لعمله بشكل شبه يومي مرتديا بلوزة سوداء ذات رقبة عالية. هذا الأمر عندما يصدر عن شخص ناجح وثري كجوبز لا بد وأن يكون الغرض منه عدم إهدار طاقة عضلة اتخاذ القرارات بما سيرتديه يوميا.
أيضا نجد أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ذكر في إحدى المرات أن الناس لن يروه مرتديا إلا بدلات سوداء أو رمادية على الأغلب، وعلل هذا الأمر بأنه لا يريد أن يفكر بماذا سيأكل أو ماذا سيرتدي فلديه الكثير من القرارات الأكثر أهمية التي عليه اتخاذها.
احرص على اتخاذ قراراتك المهمة في الصباح
من الطرق الأخرى التي يمكن أن تساعد المرء على اتخاذ القرارات الذكية والناجحة أن يحرص على أن تكون القرارات الكبيرة في الصباح الباكر قدر الإمكان؛ حيث تكون عضلة اتخاذ القرارات في أوج نشاطها، وترك القرارات الصغيرة لفترة المساء حيث إنها لا تتطلب ذلك الجهد الكبير لاتخاذها.
انتبه لمشاعرك
من الأقوال القديمة والمهمة أن المرء يجب أن يحرص على عدم اتخاذ قرارات مصيرية بناء على مشاعر مؤقتة. في كثير من الأحيان يجد المرء في نفسه الرغبة لاتخاذ قرار مصيري معين كأن يتجادل مع مديره أو مع أحد زملائه في العمل، ونتيجة لهذا الجدال يشعر بأن عليه تقديم استقالته والبحث عن عمل جديد. لكن على المرء أن يتجنب هذا الفخ ويحرص على ملاحظة مشاعره قبل اتخاذ قراراته حتى لا تؤثر مشاعره تلك على دقة القرار الذي يوشك أن يتخذه.
تعليقات
إرسال تعليق