يصيب مرض التصلب العصبي المتعدد (Multiple sclerosis) الجهاز العصبي المركزي، والذي يؤثر بدوره على الدماغ والحبل الشوكي. ويقوم هذا المرض بشكل أساسي بحجب الرسائل التي تتدفق بين الدماغ والجسم، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى مشكلات في الرؤية وضعف العضلات والتوازن، والخدر ومشاكل في التفكير أو الذاكرة.
يعاني 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من مرض التصلب العصبي المتعدد، ولا يوجد علاج لهذا المرض، على الرغم من أن العلاجات يمكن أن تبطئ أو تؤخر تطور الأعراض.
قد يستغرق تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد وقتاً طويلاً، إلا أنه ممكن، وذلك لأن أعراض هذا المرض قد يصعب تحسسها، وهذا يعني أن العديد من الأعراض لا تظهر فقط لدى مرضى التصلب المتعدد، وإنما قد تظهر لدى غيرهم، لذلك يمكن أن يخطئ الأطباء في تشخيص المرض، ما يؤدي في النهاية إلى تأخر علاج المرضى.
سنتعرف في ما يأتي على 15 عرضا من الأعراض المتعلقة بالتصلب المتعدد، فإذا وجدت بعضا منها فلا تتهاوني في زيارة الطبيب للتعرف على سبب ما يحدث.
علامات مبكرة للتصلب المتعدد
1. خدر القدم
نشعر بالخدر وكأنه وخز دبابيس عندما نقوم بالضغط على الساق لفترة طويلة، ما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم مؤقتاً، ولكن إذا وجدت أن ذراعيك أو ساقيك أو يديك أو قدميك مخدرة وفيها شعور بالحرقة بدون ضغط، فيمكن أن يكون ذلك علامة على مرض التصلب المتعدد.
2. الشعور بالتعب في كل الأوقات
إنّ حدوث نوبات مفاجئة من الإرهاق الشديد التي تستمر لأسابيع وفقد القدرة على العمل بشكل طبيعي ويومي، قد يكون مؤشراً على أن مرض التصلب المتعدد يقوم بتدمير الأعصاب في عمودك الفقري.
3. انقطاع الطمث
أي مرض يؤثر على جهاز المناعة، بما في ذلك التصلب المتعدد، قد يسبب انقطاع الطمث، أو فقدان الدورة الشهرية.
طبعاً عدم وجود الدورة الشهرية في كل مرة وفي كثير من الأحيان ليس مؤشراً كبيراً؛ حيث إن كل شيء من الإجهاد إلى السفر إلى الأنفلونزا يمكن أن يؤثر على إيقاع جهاز المرأة التناسلي، ولكن إذا اختفت الدورة الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية أو أصبحت غير منتظمة، فهذا يعني أنه قد حان الوقت للتحدث مع الطبيب لاكتشاف الأسباب.
4. مشاكل في البلع أو الكلام
عادة ما تكون المشكلات المتعلقة بالكلام والبلع مترافقة مع بعضها، حيث يعد مقدار ما نفقده من القدرة على الكلام بمثابة مؤشر للمناطق المتضررة من الدماغ التي تؤثر على الكلام، الأمر الذي يتسبب في تشويه الصوت.
كما أن دماغنا يسيطر بشكل كبير على عملية البلع، لذلك فإن عدم القدرة على البلع بشكل صحيح يجب أن يجعلك ترفع الراية الحمراء بالتأكيد وتتخذ للطبيب سبيلا.
5. فقدان التوازن
مشاكل الأعصاب الحركية تؤدي للضعف في أحد أو كل الأطراف، فإذا وجدت نفسك تتعثرين أو تشعرين بعدم الاستقرار، وتسقطين باستمرار بدون سبب، فاذهبي إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن واخبريه بما يحدث معك.
6. مواجهة مشاكل في القيام بعدة مهام
حوالي 60% أو أكثر من المصابين بالتصلب المتعدد يعانون من شكل من أشكال الاضطراب المعرفي أو العاطفي، حيث إنهم يعانون من ضعف التذكر، والاكتئاب، والهياج، وتقلبات مزاجية مفاجئة، ونوبات لا يمكن السيطرة عليها من البكاء أو الضحك.
7. الشعور ببعض الأحاسيس الغريبة جداً
القضايا الحسية هي علامات غريبة ولكنها مشتركة للتصلب المتعدد، وغالباً ما يقول المرضى إنهم يشعرون بأن جسدهم مختلف، على المستوى الحسي، ومن جزء إلى آخر، وعلى سبيل المثال، عندما يلبسون قمصانهم يشعرون وكأنه ينزلق على صدورهم بشكل مختلف عما هو عليه على بطونهم.
كما يعاني نصف المصابين بمرض التصلب المتعدد من آلام مزمنة، والتي عادة ما تقترن بتقلصات لا إرادية أو ضعف لا يمكن تفسيره أو تصلب في العضلات، وعادة ما تكون الأرجل هي الطرف الأول الذي يتحمل العبء الأكبر من المشاكل العضلية، لكن الظهر هو أيضاً منطقة مشكلات نموذجية.
8. فقدان القدرة على التمييز بين الألوان
مع الإصابة بالتصلب المتعدد يفقد المصاب القدرة على تمييز الألوان بسبب حدوث التهاب العصب البصري، وذلك بسبب دور المرض في فقدان العزل حول الأعصاب البصرية في الدماغ؛ لذلك فهو أحد الأعراض الرئيسة للتصلب المتعدد.
الأمر لا يتعلق بتغير رؤية الألوان وحسب، إذْ يمكن أن يتسبب التصلب المتعدد أيضاً بعمى جزئي أو عمى ألوان أو بقع عمياء أو عمى في عين واحدة فقط.
عادة ما تكون بداية مشاكل الرؤية المتعلقة بالتصلب المتعدد بطيئة، نظراً لأن تدهور العين يحدث مع مرور الوقت.
يمكن أن يحدث التهاب للعصب البصري أيضاً نفسه - دون أن يرتبط بالضرورة بالتصلب المتعدد - كنتيجة للعدوى، أو نقص الفيتامينات، أو أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
9. النسيان
إذا كنت قد نسيت يوم عيد ميلادك، أو فقدت مفاتيحك خمس مرات في أسبوع واحد، وقمت بإعادة غسل الغسيل نفسه مرتين، فقد تقلقين من أن لديك مرض الزهايمر المبكر، والخبر السار هو أن مرض الزهايمر نادر للغاية لدى النساء الشابات، أما الأخبار السيئة فهي أن المشاكل مع الذاكرة قصيرة المدى، أو غيرها من القضايا المعرفية يمكن أن تكون أعراض مرض التصلب المتعدد لدى النساء.
10. شرب الماء بكثرة مع مشاكل في التبول
المصاب بالتصلب المتعدد يشرب الماء طوال اليوم لكن دون زيارة دورة المياه، وهذا ليس جيداً. إنه علامة مميزة لمرض التصلب المتعدد، خاصةً إذا توقفت المريضة عن التبول لأكثر من 24 ساعة.
ومع ذلك، فإن أي تغيير كبير في تواتر البول يمكن أن يكون عرضاً من أعراض مرض التصلب المتعدد لدى النساء، وفي بعض الأحيان يحدث العكس، حيث يتوجب على المصاب أن يتبول في معظم الأوقات.
كثير من الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد يبلِّغون عن شعورهم بإلحاح المثانة، أو قد يحتاجون إلى استخدام المرحاض بشكل أكثر تكراراً، وفي بعض الأحيان يستيقظون أثناء الليل بسبب الرغبة في التبول.
يحدث الاضطراب في التبول لدى حوالي 80% من الأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد، وغالباً ما يصاحب عدم القدرة على التحكم بالتبول الإمساك والإسهال وحركات الأمعاء غير القابلة للسيطرة عليها.
11. الشعور بالدوار أو الغثيان
واحدة من أوائل أعراض مرض التصلب المتعدد لدى النساء هي الدوخة الشديدة، أو الدوار الذي يسببه تلف الأعصاب الذي يعبث بالأنظمة الحركية والحسية والتنسيقية، ما يجعل المصاب يشعر بالارتباك وعدم الارتياح، والدوار، أو حتى الغثيان.
12. صعوبة إرسال رسائل نصية أو الكتابة على لوحة المفاتيح
أحد أول الأشياء التي نراها في كثير من الأحيان لدى مرضى التصلب المتعدد هو عدم القدرة على إرسال رسائل نصية، أو الكتابة على لوحة المفاتيح، أو استخدام الهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي، أو القيام بأشياء أخرى تتطلب التحكم الحركي بشكل جيد.
مع تقدم مرض التصلب المتعدد، يمكن أن يتسبب بإحداث "آفات" أو مناطق ضرر في الجهاز العصبي، فإذا كنت تعاني من آفة في منطقة الظهر في الدماغ، فإنها يمكن أن تؤذي مهارتك اليدوية.
13. مشاكل في الإثارة الجنسية
تبدأ الإثارة الجنسية في الجهاز العصبي المركزي، حيث يتوجب على الدماغ إرسال رسائل إلى الأعضاء الجنسية للحصول عليها، ولكن في مرض التصلب المتعدد، بما أن اتصال الدماغ والجسم لا يعمل بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك لمشاكل في الإثارة الجنسية، والحقيقة أن المشاكل الجنسية شائعة جداً بين النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد، حيث يتأثر 72% منهن بالمشاكل الجنسية بما في ذلك انخفاض الإحساس في المنطقة المهبلية أو البظر (أو أن تكون الأحاسيس مرتفعة بشكل مؤلم)، إلى جانب الجفاف المهبلي.
14. فقد القدرة على التمييز بين الحار أو البارد
إن عدم القدرة على استشعار تغيرات درجة الحرارة باليد هو عرض آخر لحدوث تلف الأعصاب الناجم عن مرض التصلب المتعدد.
15. الفحوصات سلبية للأمراض، ولكن المصاب لا يزال يشعر بالمرض
يعتبر التصلب المتعدد أحد "المتنكرين الكبار"، إلى جانب مرض الذئبة، لأن أعراضه تنسب بسهولة إلى أسباب أو أمراض أخرى، وبالنسبة للعديد من النساء، هذا يعني أنهن لن يحصلن على تشخيص دقيق لمرض التصلب المتعدد إلا بعد أن يفحص أطبائهن كل الأمراض الأخرى، ولحسن الحظ، يمكن لمسح التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أن يكتشف المرض.
أخيراً، نشير إلى وجود دراستين، الأولى أميركية، والأخرى سويدية شارك فيها آلاف الأشخاص، وقد خلصتا إلى الدور الوقائي لتناول القهوة بشكل معتدل (4 فناجين) يومياً، حيث إنه يساعد في الوقاية من الإصابة بخطر مرض التصلب المتعدد، ويعتقد الباحثون أن سبب التأثير الوقائي للقهوة قد يكون مرتبطاً بالكافيين، فالكافيين له خصائص وقائية للأعصاب، فهو يقوم بتثبيط إنتاج السيتوكينات التي تساعد على ظهور الالتهابات، وهذه الخصائص الوقائية قد تكون المسبب لخاصية الوقاية من مرض التصلب المتعدد.
كما ينصح موقع (مايو كلينك) مرضى التصلب المتعدد بالتخفيف من الإجهاد، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة التمارين الرياضية، وأخذ قسط وفير من الراحة.
تعليقات
إرسال تعليق