كل منا يرغب أن يكون يومه ناجحا وأفضل من الأيام التي سبقته، مهما كانت تلك الأيام ناجحة. لكن، وبسبب النظرة المادية المتعاظمة بين الناس، أصبح ذهن المرء يتجه إلى اعتقاد مفاده أن تحسين الحياة بشكل عام يحتاج لامتلاك المزيد من الماديات كأحدث وسائل التكنولوجيا وأحدث أثاث منزلي وأفخم الملابس وما إلى ذلك.
بالطبع لا يمكن إنكار أهمية تلك الأشياء، لكننا أيضا لا نستطيع إنكار أننا بسبب ذلك الاعتقاد المادي لطالما قمنا بشراء الكثير من السلع المختلفة التي لسنا بحاجة إليها أصلا لكننا اشتريناها أملا في تحسين حياتنا. لا يمكننا أيضا إنكار حقيقة أن امتلاك تلك السلع لا يوفر أي إضافة لحياتنا، فالانبهار بالسلعة يستمر لساعات ومن ثم يتلاشى تماما.
لذا، كان يجب علينا أن نبحث عن أشياء تعمل على إيجاد تأثير إيجابي حقيقي ومستمر على حياتنا. ومن بين هذه الأشياء الشعور بالامتنان، عدم إنكار أو التغاضي عن الكثير من النعم التي من الله بها علينا، لكننا مع الأسف لم نعد نشعر بها كوننا ننظر لها وكأن امتلاكها أمر مفروغ منه.
الشعور بالامتنان تجاه كل ما لدينا من نعم له العديد من الفوائد التي يمكن أن تجعل حياتنا تسير نحو الأفضل باستمرار. ومن هذه الفوائد أذكر ما يلي:
تقوية جهاز المناعة: تبين أن اعتياد المرء على الشعور بالامتنان من شأنه تقوية جهاز المناعة لديه، الأمر الذي يوفر له حماية إضافية من الأمراض.
الحصول على ساعات نوم مريحة: عندما يعتاد المرء الشعور بالامتنان، فإنه يكون أكثر هدوءا في داخله، الأمر الذي يجعله يستغرق في النوم وتكون الساعات التي ينامها مشبعة كونه يغلب شعور الرضا على شعور القلق.
توسيع العلاقات الاجتماعية: مشاعر الامتنان تجعل المرء يلاحظ كل تصرف جيد يبديه الآخرون تجاهه، الأمر الذي يجعله يتعامل بنوع من الراحة معهم، ما من شأنه تقوية علاقاته معهم أو إنشاء علاقات جديدة مع الآخرين.
تحسين قدرة المرء على اتخاذ القرارات السليمة: في دراسة، تبدو غريبة بعض الشيء، تبين أن الطبيب الذي يمنح قطعة من الشوكولاته تبث لديه شعورا بالامتنان يكون أكثر قدرة على تشخيص الأمراض بدقة أكبر من الأطباء الآخرين.
زيادة شعور المرء بالتواضع: من الأمور التي يحفزها الشعور بالامتنان لدى المرء أنه أيضا يصبح أكثر تواضعا في تعامله مع من حوله وهذا من شأنه أن يبعث في نفوسهم الراحة تجاهه.
تعليقات
إرسال تعليق